قائد معترف به.. صحيفة ألمانية تستعرض مسيرة نضال الرئيس الزُبيدي
نشرت صحيفة زينث الألمانية تقريراً، سلطت فيه الضوء على التاريخ النضالي للرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية.
الصحيفة قالت إن الجنوب شهد فترة توحيد تحت قيادة أكثر تماسكًا واستباقية، كما أعاد ظهور المجلس الانتقالي الجنوبي، إحياء تصميم الجنوب تحت راية جديدة ، مبتعدًا عن الحركة السلمية القائمة على أساس العصيان المدني، والانخراط الكامل في القتال ضد مليشيات الحوثي الإرهابية والانخراط المباشر في السياسة الوطنية.
وتضيف أن ظهور الرئيس الزُبيدي لم يكن عارضا في كثير من الأحيان، وقطع رئيس المجلس الانتقالي والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية شوطا طويلا منذ نشأته في قرية الزبيد بمحافظة الضالع، وكان له دور قيادي سياسي وعسكري منذ تحرير العاصمة عدن حتى الآن.
ولد الرئيس الزبيدي في 23 يوليو 1967، وانتقل إلى عدن بعد أن تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في قريته، والتحق بكلية القوات الجوية عام 1986 ، وقت الاضطرابات السياسية، وتخرج بعد ذلك بعامين برتبة ملازم ثان.
ويشير تقرير الصحيفة، إلى أنه بعد الوحدة في مايو 1990، انتقل الرئيس الزبيدي إلى صنعاء حيث أصبح قائدا أمنيا في وحدة أمن السفارة في وزارة الداخلية، لكنه بقي الزبيدي مواليًا للجنوب ، فقد انحاز إلى نائب الرئيس آنذاك علي سالم البيض، وغادر إلى جيبوتي حتى عام 1996.
وأثناء مشاركته في الحرب الأهلية عام 1994، بدأت تجربته في حركة المقاومة بالفعل في عام 1996. وأثناء وجوده في جيبوتي، ساعد الرئيس الزبيدي في تأسيس حركة تقرير المصير لتحرير الجنوب.
جاء ذلك في الوقت الذي تبنى فيه الجنوبيون السرد ضد الاحتلال اليمني بعد 1994 والقمع الذي شنته صنعاء ضد أولئك الذين يتقدمون في تقرير المصير في الجنوب وعودة دولة الجنوب العربي.
في عام 1997 ، حوكم الرئيس الزبيدي غيابيا من قبل محكمة عسكرية في صنعاء وحكم عليه بالإعدام مع ضباط جنوبيين آخرين.
بعد حرب 1994 ، انقسم النشطاء الجنوبيون بين السعي وراء العصيان المدني السلمي والمقاومة المسلحة، وكان الهدف الأساسي هو جذب انتباه المجتمع الدولي وإلقاء الضوء على الجرائم التي ارتكبها نظام صنعاء وكذلك التركيز على حق تقرير المصير في إطار إبطال توحيد عام 1990.
وتذكر الصحيفة: "نمت المشاعر بين الشباب مع وصول الربيع العربي إلى اليمن في فبراير 2011، واندلاع الصراع في اليمن، بدأ الجنوبيون في تنظيم اعتصامات واحتجاجات سلمية في محافظات الجنوب وفي مقدمتها العاصمة عدن، لكن النظام اليمني عمل على قمع المتظاهرين في العاصمة عدن
وتتابع: "طالب جزء من سكان الجنوب من قادتهم مواجهة العدوان اليمني بالقوة. قادة مثل الزبيدي كانوا مستعدين ، بمئات الرجال المدربين والأسلحة الخفيفة ، لكن ضبط النفس كان بأمر من القيادة المنظمة في الحراك".
وتذكر: "أراد القادة أن يرى العالم النهج القاسي الذي اتبعته سلطات صنعاء ، والذي استمر بعد انتقال السلطة من صالح إلى هادي في فبراير 2012. قوبل المتظاهرون المدنيون غير المسلحين بالقوة من قبل قوات الأمن".
وصلت الحرب اليمنية إلى العاصمة عدن في مارس 2015، وكانت مسيرة الحوثيين جنوباً تمثل تهديداً وجودياً لكنها كانت فرصة طال انتظارها لقادة الجنوب، حيث تطلب البقاء رداً متعدد الجوانب ، بما في ذلك المقاومة المسلحة.
لم يعد النهج المتبع منذ عام 2007 مناسبًا ، حيث جاء العدو الجديد مرة أخرى لـ "غزو" الجنوب، وكان الغرض الرئيسي للحوثيين هو إخضاع الجنوبيين لقبضتهم، فتحرك الجنوب بقيادة الرئيس الزبيدي للخطو إلى طليعة المقاومة الجنوبية وتشكيل مسارها.
وفق التقرير، كان الرئيس الزبيدي في موقع مثالي بقيادة مئات الرجال المدربين تدريباً جيداً ، ومن خلال العلاقات مع الخليج حصل الجنوب على دعم كبير من التحالف العربي.
نجح الجنوب في طرد عناصر متحالفة مع الحوثيين من وسط محافظة الضالع باتجاه الحدود مع محافظتي البيضاء وإب، ثم شاركت قواته في أكبر قاعدة جوية في العند في لحج.
وبرأي الصحيفة، أعاد ظهور الحراك الجنوبي، احتجاجًا على تهميش الجنوبيين المتزايد في وظائف الخدمة المدنية والجيش، تنشيط حركة المقاومة، فتوحد الجنوبيون على كلمة واحدة، واجتذبت الحركة جيلًا جديدًا من النشطاء الشباب الذين استحوذوا على الروايات المناهضة للاحتلال الشمالي والمطالبة بتقرير المصير، وعاد الشباب إلى بلد لم يختبره الكثيرون بل اشتاق إليه نتيجة التهميش داخل اليمن.
كانت القوات الجنوبية بقيادة الرئيس الزبيدي من بين الأكثر فاعلية ضد القوات اليمنية، فتم تم تسهيل تحرير عدن في يوليو 2015 من قبل الميليشيات الحوثية، بفضل دعم كبير من قبل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
كما نجحت القوات الجنوبية في تحقيق انتصارات كبيرة على تنظيمي داعش والقاعدة، وتم تحرير الكثير من المناطق بفضل جهود الرئيس الزُبيدي.
تولى الرئيس الزُبيدي منصب محافظ العاصمة عدن لمدة تصل إلى عام ونصف، قبل أن يُقال في أبريل 2017.
بعدها اجتمع الجنوبيون ثانية على قضيتهم، وتم تشكيل المجلس الانتقالي ثم الجمعية الوطنية، وتم إنشاء مكاتب في كل محافظات الجنوب.
هذا النهج الجديد بقيادة الرئيس الزبيدي لم يعزز مكانته فحسب، بل وضع القوات الجنوبية كمركز جديد ناشئ للقوة، ونجح المجلس الانتقالي الجنوبي في توحيد مجموعة متنوعة للغاية من الجنوبيين الذين يحتشدون الآن وراء رواية مشتركة ، خاصة بعد عدد من الانتصارات العسكرية المهمة في أبين وعدن وشبوة.
ومع زيادة النجاحات من قبل القوات الجنوبية، اكتسب الرئيس الزبيدي اعترافًا من قبل التحالف العربي والحكومات الغربية، وهو ما عزز من حضور المجلس الانتقالي.
وأشارت الصحيفة إلى استقالة الرئيس اليمني المؤقت عبد ربه منصور هادي الذي كان يتولى السلطة بشكل مؤقت، في أبريل الماضي، وقالت إن ذلك مهد الطريق لإنشاء مجلس قيادة رئاسي جديد من ثمانية أعضاء، يمثل فيه الرئيس الزبيدي الجنوب.
برأي التقرير، فقد وضع هذا الموقف مظالم الجنوب على الطاولة، فيما يتحد الجنوبيون مرة أخرى تحت قيادة واحدة ، مما يزيد الآمال ببداية جديدة وتوزيع أكثر إنصافًا للموارد في الأشهر والسنوات القادمة.