تسامح الجنوب يعيد له دولته
رأي المشهد العربي
يحتفي الجنوب وشعبه بمرور 17 عاما على ذكرى التصالح والتسامح والتضامن، وسط أجواء لم تخفت مُطلقا من أرض الجنوب مهما خطَّط المتآمرون لغير ذلك.
ذكرى التسامح الجنوبي شكلت صخرة متينة استند إليها الجنوبيون في إطار العمل على استعادة دولتهم، وقد نجحت تلك الصخرة في جمع الجنوبيين على كلمة واحدة، فكان لذلك أعظم الفضل والأثر في تحقيق مختلف المكاسب
النجاحات العسكرية المتتالية التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية لها العديد من الأسباب منها بالتأكيد جسارة الأشاوس في الجبهات، لكن في الوقت نفسه فإن العامل الرئيسي لهذه النجاحات العسكرية كان سببه هو التآخي والترابط الجنوبي الذي تجسد في معالم التسامح والتصالح.
الحضور السياسي غير المسبوق الذي يحظى به الجنوب في الوقت الحالي، والذي وضع قضية شعبه على المسار الصحيح، كان وراء سياسات حكيمة من القيادة الرشيدة، لكن سببا آخر وراء هذه المكاسب هو التحلي بأقصى درجات التسامح والتضامن لتشكيل جبهة جنوبية قوية وصامدة.
الحكم الجنوبي الرشيد يقوده الرئيس عيدروس الزُبيدي، الذي كان قد برهن على أن التسامح لا يزال مضيئا في الجنوب، وذلك عندما أطلق الحوار الوطني الجنوبي، تلك المنصة التي تساهم في تقوية اللحمة الجنوبية.
هذا الحراك الوطني الجنوبي كان الركيزة الأكبر من أجل المحافظة على المكتسبات التي حققها شعب الجنوب بتضحيات أبطاله وحنكة قيادته السياسية الرشيدة.
الجنوبيون على هذا النحو يواصلون الطريق نحو استعادة الدولة، باعتبار أن ذلك هو الهدف الأسمى الذي ينشده الجنوبيون بشكل كامل.