لأجل المصالح.. بوصلة الإخوان تتأرجح بين الأعداء والحلفاء

الثلاثاء 31 يوليو 2018 00:29:00
 لأجل المصالح.. بوصلة الإخوان تتأرجح بين الأعداء والحلفاء

 رأي المشهد العربي

على مر التاريخ دفعت الانتهازية جماعة الإخوان المسلمين (فرع اليمن) لعمل تحالفات ظلت تتأرجح يمينا ويساراً سواء مع الأعداء أو الحلفاء، من أجل تحين الفرص أينما وجدت من أجل مصالحهم الضيقة.

ومنذ ظهور الإخوان للعلن في بداية التسعينات من القرن الماضي من خلال تأسيس حزب الإصلاح في اليمن والذي يسير على دربهم من خلال التلون والمتاجرة السياسية، ظلت جماعة الإخوان تتغلعل وتتوسع في أوساط المجتمع المدني اليمن عبر أنشطتها الدعوية من أجل عمل حاضنة شعبية لها، وذلك لانتظار الفرصة المناسبة للقفز وركوب الموجة مع الانقلابات العسكرية آنذك.

ومع بداية حكم الرئيس الراحل على عبدالله صالح نهاية السبعينات، استمال صالح الجماعة من أجل ترسيخ ركائز نظامه، وظلوا في كنفه حتى انتخابات 93 والتي حصلوا بعدها على وزارات سيادية ومناصب في الجيش لقبيلة الأحمر. 

لكن سرعان ما انقلبت الجماعة على صالح وتحالفت مع أعداء الأمس من خلال تشكيل ائتلاف حزبي مع الاشتراكيين واليساريين من أجل معارضة الرئيس اليمني آنذاك.

 واستغل الإصلاح ضمن إطار اللقاء المشترك في دكة المعارضة حتى بدأت رياح "الربيع العربي" تعصف باليمن ومالت رياح الإخوان صوب دعم ثورة التغيير لتذكي الشارع اليمني بالخروج في تظاهرات عارمة تطالب برحيل علي علي عبدالله صالح ثم ركبوا موجتها.

 وبعد المبادرة الخليجية وخروج صالح من الحكم، انقض الإخوان على زمام السلطة في اليمن ورسخوا مكانتهم من خلال تجنيد الآلاف من عناصرهم في أركان الدولة وفرض أنفسهم بوضع اليد كقوة على الأرض.

ومع انقلاب الحوثيين على الشرعية في اليمن عام 2014، ورغم قوة الإخوان العسكرية  كانت المواقع العسكرية التي يسيطر عليها قياديون من الإخوان تسقط بيد الانقلابيين دون قتال وخاصة تلك المواقع في محافظة عمران شمالي البلاد.

 ووقتها أصدرت قيادة جماعة الإخوان أمراً بوقف قتال الحوثيين، والذهاب نحو مفاوضات سلمية معهم، ولم يتحرك الحزب ضد الانقلاب حتى بالتصريحات إلا بعد أن أدرك بوجود تدخل عسكري عربي يدعم الشرعية اليمنية.

ومنذُ أن تقارعت طبول الحرب في اليمن, كان لجماعة إخوان اليمن وحزبها الإصلاح مواقف متقلبة تخدم سياسات دولية يسعون إليها.

 وكشفت تقارير عربية فرض جماعة الإخوان في اليمن ضابط يمني مقرب من الحوثيين مديراً لأمن محافظة مأرب (شرق صنعاء)  مؤخرًا، الأمر الذي يشير إلى وجود تفاهم مشترك في الفترة الأخيرة بين الإخوان والحوثيين.

ورغم ادعاء الإخوان أنهم يقاتلون إلى جانب المقاومة الشعبية المؤيدة للشرعية، كشفت مصادر بالجيش اليمني، العثور على جثث لمقاتلين بحزب الإصلاح قتلوا أثناء القتال في صفوف الحوثيين ، فضلاً عن التسهيلات التي تلقاها الحوثيون من جانب الإخوان في عمليات التزود بالوقود وغيرها من الفضائح الأخرى التي كشفت عنها التقارير اليمنية والعربية والغربية.

كما أنه على مدى السنوات الثلاثة الماضية، صمت إخوان اليمن عن التعليق حول مشاركة عناصر منهم إلى جانب المليشيات الحوثية الموالية لإيران، على الرغم من كشف هويات قتلى لهم في صف المليشيات في جبهات صعدة ونهم وتعز والبيضاء، غير أن المقاطعة العربية لقطر دفعتهم للخروج عن صمتهم والطعن بشكل علني في جهود التحالف العربي.

 ودائما ما تروج قيادات الإخوان باكاذيب مختلفة للطعن في دول التحالف وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة بأي طريقة أمامهم حيث وصل بهم الكذب للتشكيك في دور الإمارات في سقطري وهو ما نفاه المواطنون في سقطري وأوضحوا الحقائق وكذب الإخوان المسلمين الذين يفترون على جهود الامارات الإنسانية والريادية.

 ومن مكانتها في حكومة الشرعية استطاعت الإخوان الدفع بوزير الداخلية أحمد الميسري للهجوم في قناة بي سي الأمريكية بشكل علني دولة الإمارات العربية المتحدة وتواجدها في ميناء ومطار عدن الدولي, رُغم أن الإمارات تواجدها لا يخالف البند السابع والتي تعتبر ضمن مناطق حصار ولأمانع من أخذ التدابير الأمنية للمصلحة العامة في حفظ الأمن والاستقرار بالمنطقة.

ويرى مراقبون أن إخوان اليمن سيظلون ثغرة في ظهر التحالف العربي والشرعية وتأخير الحسم في العديد من الجبهات, مؤكدين أن هناك تقارب حوثي إخواني يظهره الخطاب الإعلامي والعداء العلني المشترك بينهما لدولة الإمارات .  

ولم يكن ماسبق فقط يؤكد خيانة حزب الإصلاح الإخواني للشرعية، فقد   أظهر عضو الأمانة العامة لحزب الإصلاح "عباس الضالعي " المقيم في تركيا تشفيه وسروره بخبر استهداف مطار أبوظبي ما يعكس مدى حقد ومكر حزب الإصلاح على دولة الإمارات التي قدمت لليمن كافة أشكال الدعم لاسترجاع سيادته وشرعيته.

وغرد الضالعي وهو أحد الأبواق الإعلامية لحزب الإصلاح ولدولة قطر، على صفحته في تويتر قائلاً: " ارتياح شعبي واسع لاستهداف اليمن بطائرة مسيرة نوع صماد3 مطار أبو ظبي"، وهو ما نفاه بيان رسمي من المطار نفسه.

وزعم "الضالعي" أن هناك ارتياح يمني كبير نابع من الغضب الشعبي على تصرفات الإمارات في اليمن وانتهاكها للسيادة وسيطرتها على الجزر والموانئ ودعم تقسيم اليمن وتمزيقه، وهى كلمات عارية تماما من الصحة وفقا للتأكيد الإماراتي المستمر على أنها جاءت لليمن فقط لمساعدة الناس واسترجاع الشرعية ودحر الإرهاب والتطرف والطائفية في إطار التحالف العربي.

 وفي كل طعنة خيانة من الإخوان لابد من جود مساندة إعلامية من أبواقها الكاذبة وعلى رأسهم قناة الجزيرة القطرية التي تعودت على زرع الفتن والدسائس بالمنطقة العربية لخدمة أجندات مشبوههه.

فالقناة المذكورة لم تتريث ولو قليلاً للتحقق من مزاعم ضرب مطار أبو ظبي حتى تقوم ببث هذه المزاعم ضاربة قواعد العمل الإعلامي عرض الحائط، فضلاً عن مساهمة قطر عبر قناتها في بث أكاذيب عن دولة مفترض أنها شقيقة لصالح مليشيات إرهابية مدعومة من إيران ما يؤكد اتهامات دول الحصار للدوحة بدعمها للإرهاب.