موقف الجنوب من المسار السياسي
رأي المشهد العربي
تطورات عديدة ومتسارعة تدور في هذه الآونة، حول مجريات البحث عن حل سياسي للأزمة، فيما لا تزال الآمال ضعيفة للغاية نحو لجم الإرهاب الحوثي الذي يركز حاليا على العدوان على الجنوب.
كل المعلومات التي يتم تداولها بشأن مسارات الحل السياسي، تتضمن الحديث عن خطط للسلام، فيما لا تزال حتى الآن، المليشيات الحوثية تصوب عدوانها وإرهابها ضد الجنوب، وهي عمليات إرهابية تستهدف القوات المسلحة الجنوبية وأيضا المواطنين الجنوبيين.
الأمم المتحدة يُلاحظ في حديثها هذه المرة، أنها تتحدث عن جدية، في إطار التوصل إلى حل سياسي، وتحرص على توجيه رسائل إيجابية، لكن هذه الجدية التي يتم الحديث عنها أو تتم محاولة تصديرها لا يمكن الارتكان إليها.
الحديث عن حل سياسي شامل كما تبحث الأمم المتحدة، كما قُرأ في عديد الرسائل التي وُجهت في الإحاطة الأخيرة في مجلس الأمن، أمر لن يستقيم من دون أن يكون هذا الحل شاملا، بمعنى أن تكون مطالب الجنوبيين باستعادة دولتهم ضمن مسار الحل السياسي.
القيادة الجنوبية بدورها، تؤكد عدم تنازلها عن حق استعادة الدولة، وبالتالي فإن أي مسار سياسي لا يراعي حق الجنوب في هذا الصدد لن يستقيم، وبالتالي سيكون من الصعوبة بمكان إقراره.
الجنوب حدّد موقفه وقراره منذ فترة طويلة، واختار أن يكون ضمن مسار الحل السياسي ويفضّل الجنوح دائما نحو السلام والاستقرار وتغليب لغة الحوار والتفاهم، وهذا أمر يتوجب أن يتم تقديره وأن يشمل مراعاة حق الجنوبيين في تحديد مصيرهم.
يعني هذا أن الجنوب سيكون منفتحا على أي مسار لعملية سياسية مستقبلية، تضع حدا للأزمة المعقدة وتداعياتها الكارثية الراهنة، مع اشتراط حضور الجنوب وقضية شعبه العادلة، أما دون ذلك فلن يكون مقبولا.