السعودية تقطع الطريق مجدّدا على أي محاولة لتسييس الحج
جدّدت السلطات السعودية تأكيدها على فصل فريضة الحجّ عن أي أجندات سياسية، والإبقاء عليها في نطاقها الديني والروحي.
وجاء ذلك بينما أتمّت المملكة وضع مخطّط شامل يستند إلى مقدّرات لوجستية ضخمة لتأمين موسم حج ناجح على مختلف المستويات بما فيها الخدمية والأمنية.
وتمكّنت المملكة على مدار مواسم الحجّ المتتالية من قطع الطريق على منزع نحو تسييس الحجّ طرأ مع صعود الملالي إلى حكم إيران سنة 1979. وقد حاولوا تطبيق ذلك عمليا من خلال تنظيم مسيرات في البقاع المقدّسة وهو ما تصدّت له السلطات السعودية بحزم.
وحديثا دخلت قطر على خطّ محاولة تسييس الحجّ وإقحامه في الأزمة التي تواجهها جرّاء مقاطعتها من قبل أربع بلدان عربية من ضمنها السعودية بسبب دعمها للإرهاب.
ووضعت الدوحة عراقيل أمام حجّ القطريين، متهمة السعودية بالمسؤولية عن ذلك، تمهيدا للدفع بخيار “تدويل” الإشراف على البقاع المقدّسة الذي تعتبر إيران أول من حاول الترويج له.
وأكد وزير الإعلام السعودي عواد بن صالح العواد، أن فريضة الحج هي عبادة وتقديس فقط، ولا مكان فيها لمناقشة الأجندات السياسية.
وجاء ذلك في لقاء الوزير السعودي مع وفد إعلامي من عدة دول عربية وأفريقية وآسيوية، في مكتبه بجدة غربي المملكة للحديث بشأن ترتيبات الحج لهذا العام (1438 هجري، 2018 ميلادي).
وأوضح العواد أن جميع مؤسسات الدولة تعمل وفق منظومة واحدة من أجل خدمة حجاج بيت الله منذ دخولهم أراضي المملكة وحتى عودتهم إلى ديارهم.
وقال الوزير “نؤكد مرارا وتكرار أن الحج فريضة للعبادة فقط مصداقا لقوله تعالى “فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج”.
وأضاف “لا مجال لتسييس الحج باعتبار أن مناسكه عبادة يتوحد فيها المسلمون في لباس واحد ومكان واحد وعلى صعيد واحد لا فرق بينهم في الألوان والجنسيات”.
وتابع أن “المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز وحتى اليوم تقوم بدور عظيم في خدمة الحرمين الشريفين ونفذت مشاريع عملاقة كي يؤدي ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار مناسكهم بكل أمن وراحة”.
وفي هذا الإطار أشار وزير الإعلام إلى أهمية مشروع “طريق مكة” في تسهيل إجراءات الحج للقادمين من كل دول العالم، بإكمال إجراءاتهم كافة في بلدانهم.
وتخطط المملكة العربية السعودية لتطبيق المبادرة بشكل دوري على البلدان الإسلامية في الأعوام القادمة، بعد تطبيقها هذا العام على حجاج ماليزيا وإندونيسا، لتسهيل رحلة الحجاج إلى الأراضي المقدسة.
ولفت الوزير إلى أن مشروع “طريق مكة” هو إحدى المبادرات التي يجري تنفيذها ضمن برامج التحول الوطني 2020، تحقيقا لرؤية المملكة 2030 للارتقاء بخدمات الحجاج.
واختتم وزير الإعلام حديثه بأن المملكة تسعى بكل جهد لتوحيد الصفوف وتحقيق الأمن والسلم في مختلف أرجاء المعمورة ومحاربة الإرهاب الذي يستهدف الإسلام ويعمل على تشويه صورته.
وأعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في السعودية، الاثنين، أن عدد الحجاج القادمين جوا عبر مطارين في جدة والمدينة المنورة بلغ 416 ألف حاج.
وأضافت الهيئة في بيان أن مطاري الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، والأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة، استقبلا 2010 رحلات حتى السبت الماضي.
وبلغ عدد الحجاج القادمين إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة 117 ألفا و441 حاجا، و298 ألفا و645 حاجا عبر مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي.
وفي الأول من يوليو الجاري، أعلنت وزارة الحج والعمرة السعودية في بيان “انتهاء ترتيبات قدوم حوالي مليوني حاج من مختلف دول العالم لموسم 1439 هجري”.
وبلغ عدد الحجاج من الخارج العام الماضي نحو 1.75 مليون حاج، فيما عدد المعتمرين 6.53 مليون معتمر.
ومن جهتها قامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي برفع الجزء السفلي من كسوة الكعبة بمقدار حوالي ثلاثة أمتار وتغطية الجزء المرفوع بإزار من القماش القطني الأبيض بعرض مترين من الجهات الأربع، وذلك استعدادا لموسم حج هذا العام.