خزان صافر والصمت على التعنت الحوثي .. كارثة محدقة على الأبواب
مع مرور السنوات وتوالي الأزمات وتشابك التعقيدات، يظل خزان صافر عنوانا لأزمة متفاقمة خلفت وراءها تحديات ضخمة جدا وأضرار لن يكون بالإمكان تحملها بأي حال من الأحوال.
المليشيات الحوثية الإرهابية تواصل ممارسة حالة من التعنت غير المسبوق، تجاه عملية صيانة ناقلة النفط صافر التي تحمل على متنها أكثر من مليون برميل نفط.
وبات من الواضح، أن المليشيات الحوثية الإرهابية تستغل الخزان النفطي الذي يهدد البيئة المحلية والإقليمية، كرهينة ووسيلة للترهيب والتهديد والابتزاز الدولي، وتحقيق أهداف عسكرية وسياسية واقتصادية.
وعلى الرغم من الجهود الإقليمية والدولية التي بُذلت على مدار الفترات الماضية تجاه عملية الصيانة اللازمة، فإن المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران تتحمل بشكل مباشر مسؤولية عرقلة صيانة الخزان النفطي المهدد بالانهيار قبالة موانئ الحديدة في البحر الأحمر.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية، قد دعت مؤخرا، إلى سرعة البدء في تنفيذ خطة الأمم المتحدة الطارئة لإنقاذ ناقلة النفط صافر، الراسية قبالة ميناء الصليف على البحر الأحمر.
وحثّت الخارجية الأمريكية، الدول المانحة إلى دعم نداء الأمم المتحدة من أجل اليمن للعام 2023، مشيرة إلى أن اليمن يعاني واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
استمرار التعنت من قِبل المليشيات الحوثية في ملف خزان صافر يفرض ويحتم ضرورة محاسبة المليشيات الإرهابية على هذه الجرائم وتفادي تمكين المليشيات من تحقيق مكاسب من جراء توظيفها لهذا الملف كسلاح ابتزاز مشبوه.
تفادي هذا السيناريو لن يتحقق من دون إقدام المجتمع الدولي على اتخاذ موقف صارم من المجتمع الدولي بأسره ضد المليشيات الحوثية الإرهابية، ودون انتظار إقدام المليشيات الحوثية من تلقاء نفسها على خطوات إيجابية في هذا الملف.
وتمثّل ناقلة النفط "صافر" قنبلة موقوتة وخطراً داهماً على المنطقة بأكملها، كما أن لها تداعيات عالمية خطيرة، وتأثيرها اقتصادية مباشرة تتجاوز الـ 20 مليار دولار بجانب تدمير البيئة البحرية، ويمتد أثرها إلى شواطئ البحر الأحمر، وربما تكون ثاني أكبر كارثة على مستوى العالم إذا لم يتم الحل.
هذا الواقع يحتم على المجتمع الدولي ضرورة إنقاذ الموقف في أقرب وقت ممكن، عبر الضغط على المليشيات الحوثية ومنعها من التمادي في توظيف هذا الملف لخدمة مصالحها المشبوهة.