بريطانيا.. سخط من سرقة قطر كأس العالم ولعبها مع الإرهابيين

الخميس 2 أغسطس 2018 03:14:44
بريطانيا.. سخط من سرقة قطر كأس العالم ولعبها مع الإرهابيين
وكالات

في خضم الأزمة الحقيقية التي تواجهها قطر، المتعلّقة بالفساد الذي فاحت روائحه من ملف استضافتها كأس العالم، الذي تعوّل عليه لتلميع صورتها الملطخة بالإرهاب، تضع التحقيقات في بريطانيا بشأن هجوم مانشستر الدامي، تساؤلات عدة بشأن قدرة الإمارة الصغيرة على سرقة المونديال، بينما تدعم جماعات إرهابية.

وبحسب الكاتب في صحيفة «ديلي تليغراف» كون كولين فإنه إلى جانب تورط قطر في تقويض عروض المنافسين لاستضافة كأس العالم عبر عمليات سوداء، فإن «أحد الاعتراضات الرئيسية على استضافة قطر لكأس العالم هي علاقة القطريين الموثقة بالجماعات الإرهابية، مثل تنظيم القاعدة». وسخر الكاتب البريطاني كون كولين، من استضافة قطر نهائيات كأس العالم 2022، مشيراً إلى أنّ إحدى أهم المواجهات المهمة في المونديال سيكون طرفاها تنظيمي «داعش» و«القاعدة».

وأعرب كولين عن استغرابه من لقاء رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مع أمير قطر تميم بن حمد، الذي ترتبط بلاده بعلاقات مع جماعات إرهابية تشتبه السلطات البريطانية في وقوفها وراء تفجير مانشستر الدامي.

وحضّ الكاتب البريطاني، الذي يشغل وظيفة المحلل العسكري لصحيفة «التلغراف»، رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أن تأخذ أمر تمويل الدوحة للإرهاب على محمل الجد، مشيراً إلى أنّ رعاية قطر للإرهاب تجعل من النكتة القائلة باستضافة مباريات مونديالها المزعوم لمواجهة بين «داعش» و«القاعدة»، تراجيدية أكثر منها مضحكة، وأنّ كلا التنظيمين الإرهابيين تخرجت قياداتهما من الدوحة، التي سرقت حق تنظيم المونديال الكروي.

وانتقد كولين رئيسة الوزراء البريطانية، بسبب ما أسماه انتهاجها علاقات ودية مع دولة تموّل الإرهاب وتدعم المتطرفين، وتعمل على تقويض اللعبة الشعبية الأولى في العالم عبر سرقة حق تنظيم كأس العالم 2022.

وكتب كولين في مقال: «إنه بجانب ما تكشّف خلال الأيام القليلة الماضية من اتهامات للدوحة بمحاولة تشويه منافسيها على استضافة مونديال 2022، فإنّ أحد أهم الاعتراضات الأساسية على مدى ملاءمة الإمارة الصغيرة لتنظيم كأس العالم، الذي ظهر خلال بداية المنافسة على حق التنظيم، كانت علاقات القطريين الموثقة بشكل جيد بجماعات إرهابية، كالقاعدة»، لافتاً إلى أنّ أعضاء كباراً بالأسرة الحاكمة القطرية استمرّوا في تمويل ودعم مثل تلك الجماعات، ضمن حملة مدبرة بعناية لتقويض الأنظمة العربية، كالسعودية ومصر.

دعم إرهاب

وأوضح الكاتب البريطاني أنّ القطريين في إطار محاولتهم لنيل شرف تنظيم كأس العالم، أغدقوا ملايين الدولارات على شركات العلاقات العامة، من أجل التعمية على علاقاتهم بالجماعات الإرهابية، مبيّناً أنّ هذه الرشاوى لن تنجح في إصلاح الضرر الذي لحق بوضعهم عالمياً، إذا ما استمرت علاقاتهم بالتنظيمات الإرهابية المرتبطة بتفجير مانشستر العام الماضي.

ولفت كوجلين إلى أنّ الكشف عن أنّ سلمان عبيدي، الانتحاري المسؤول عن تنفيذ الهجوم، سبق أن قامت البحرية البريطانية بإجلائه من ليبيا في 2014، أعاد الأنظار لعلاقاته وعلاقات أسرته المحتملة بإرهابيين داخل ليبيا، مشيراً إلى أنّ والده، رمضان، كان عضواً سابقاً في الجماعة الإسلامية المقاتلة، وهي تنظيم إرهابي ليبي كان يعمل بهدف إسقاط نظام معمر القذافي، وتلقى تمويلاً من قطر.

وأضاف: «والآن ظهر عضو آخر كبير بالجماعة الإسلامية المقاتلة، هو عبد الحكيم بلحاج، المتهم، بوصفه عنصراً أساسياً في هجوم مانشستر، في أعقاب مزاعم عن عرقلته محاولات شرطة مانشستر استجواب شاهد مهم على الهجوم، وتلقى بلحاج هو الآخر تمويلاً من قطر». وأبان أنّ هناك معلومات عن أنّ الانتحاري عبيدي سافر إلى ليبيا برفقة شقيقه، هاشم، قبل وقت قصير على الهجوم، قبل أن يعود إلى مانشستر لتنفيذه، في حين بقي شقيقه داخل ليبيا، حيث تم اعتقاله بعد وقت قصير.

مأزق

ورأى الكاتب البريطاني أنه «في ضوء دعم الدوحة، منذ وقت طويل، العديد من الجماعات الإرهابية التي تعمل داخل ليبيا، فمن الممكن أن يواجَه القطريون أنفسهم بأسئلة بالغة الحرج، حال ظهور أدلّة على دعمهم مثل تلك الجماعات على صلة بهجوم مانشستر».

وختم كولين المقال بقوله: «حقيقة أن اسم قطر يتم ذكره على صلة بهجوم مانشستر، توضح المعايير المزدوجة المذهلة المحيطة بالنظام القطري، فمن جهة يريد القطريون تصوير أنفسهم بأنهم جديرون بتنظيم محافل دولية مرموقة، والجهة المقابلة يجدون أنفسهم دائماً مضطرين لدفع اتهامات بتمويل الإرهابيين. إنّ ذلك يمثل مأزقاً صعباً، ولن يتم الخروج منه إلا بإنهاء الدوحة دعمها للإرهاب».