انتصار أممي لعدالة قضية شعب الجنوب
مكسب سياسي كبير حققه الجنوب، تجلى بوضوح خلال اللقاء الذي جمع بين الأمين العام للأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، محافظ العاصمة عدن أحمد حامد لملس، مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانز جروندبرج والوفد المرافق له.
الحديث تحديدا عن التصريح الأكثر أهمية الذي صدر عن المبعوث الأممي خلال المباحثات، وهو التأكيد على أهمية ومحورية قضية الجنوب في العملية السياسية.
اللقاء، الذي حضره عضوا هيئة رئاسة المجلس الانتقالي نائب الأمين العام فضل الجعدي ونائب رئيس الجمعية الوطنية لطفي شطارة، تناول مستجدات الأوضاع على الصعيد الداخلي.
من جانبه، أكد لملس حرص المجلس الانتقالي الجنوبي على دعم وتيسير الجهود الدولية للعملية السياسية الشاملة لإنهاء الحرب وإحلال السلام.
وقال إن أي مساعي للاتفاق بشأن تجديد الهدنة وفقاً لشروط مليشيات الحوثي لا تراعي مطالب وتطلعات شعب الجنوب المتمثلة بحل الدولتين، لن تُحقق تهدئة ولا تهيئ لسلام مستدام.
كما جدّد دعوة المجلس الانتقالي الجنوبي إلى ضرورة تمثيل الجنوب بوفد مستقل في مفاوضات العملية السياسية الشاملة، وتمكين أبناء الجنوب من إدارة شؤون محافظاتهم خلال المفاوضات حتى التوصل إلى اتفاق سلام شامل.
في الوقت نفسه، أكد لملس حرص المجلس الانتقالي على الانخراط في شراكة مع المجتمع الدولي لحماية المدنيين والمصالح الدولية في الجنوب، وتطبيع الأوضاع في العاصمة عدن، مشدداً على أهمية فك الحصار الراهن على تصدير النفط، ومعالجة قضية موجات النازحين واللاجئين التي خلفت أعباءً كبيرةً على كاهل المواطنين، خدميا، واجتماعيا، وسياسيا، واقتصاديا، وأمنيا في عدن ومحافظات الجنوب.
بدوره، ثمن جروندبرج دعم المجلس الانتقالي الجنوبي ومجلس القيادة الرئاسي لجهود العملية السياسية التي يقودها عن الأمم المتحدة، مشيداً بالمزاج العام الذي شهده في العاصمة عدن والرغبة لتحقيق السلام.
وأكد جروندبرج أنه لا بديل عن مفاوضات شاملة تستوعب كافة الأطراف والقضايا على الساحة اليمنية، منوهاً بأهمية ومحورية قضية الجنوب في العملية السياسية.
هذا الموقف الأممي هو تأكيد وترجمة مباشرة لحجم المكاسب التي حققها الجنوب على مدار الفترات الماضية، وهي نتاج استراتيجية حكيمة من قبل المجلس الانتقالي الذي نجح في وضع الجنوب كطرف أساسي وثابت في إطار معادلة الحل السياسي.
ولم تُفلِح المخططات التي وضعتها قوى صنعاء الإرهابية في العمل على تهميش الجنوب وحرمانه من الحضور على الساحة السياسية، في مخططها المعادي للجنوب.
إلا أن هذا الحضور السياسي للجنوب وإدراجه في مسار الحل السياسي هو أشبه بإطلاق رصاصة الرحمة على المخططات التي وُضعت من أجل حرمان الجنوبيين من حق استعادة دولتهم.
كما أن الموقف الأممي الذي عبر عنه جروندبرج يأتي في توقيت بالغ الأهمية، بالنظر إلى أن الجنوب تعرض في الآونة الأخيرة لاستهداف نفسي عبر ترويج الكثير من المعلومات والتقارير غير الدقيقة التي حاولت أن تبعث برسالة للجنوبيين بأنه لن يكون لهم مكان في العملية السياسية.
إلى أن هذا الحضور الجنوبي من شأنه أن يوجه ضربة قاضية لتلك المخططات التي دُبرت في ليل، للإتيان على حق شعبه في تحديد مصيره.