قطر تمهّد لتجنيس جنود أتراك عبر تعليمهم «العربية»
نقلت مصادر خاصة في العاصمة القطرية، عن أوساط مطلعة، أنّ قلقاً يعتري الطبقات الاجتماعية والاقتصادية في قطر، بسبب الضغوط التي تعانيها البلاد من جراء العزلة السياسية، منذ إعلان الدول الداعية لمكافحة الإرهاب قطع علاقتها مع قطر، وما خلفه ذلك من تداعيات تهدّد هوية قطر ومستقبلها داخل البيت الخليجي.
وقالت المصادر بحسب صحيفة «العرب» اللندنية، إنّ الوجود العسكري لتركيا داخل قطر بدأ يأخذ أبعاداً متطورة، وإن عملية إدماج الجنود الأتراك داخل النسيج الاجتماعي هي قيد الإعداد بما يطرح علامات استفهام حول طبيعة الدور، والوظيفة التي يلعبها الوجود العسكري في تركيا.
وكشفت المصادر أن نقاشاً داخل أوساط النخب القطرية بدأ يزداد حول نجاعة ربط مصير قطر بمصير دولة الولي الفقيه بإيران، وسياسة الالتصاق التي تنتهجها الدوحة بأجندات طهران في المنطقة، لا سيما في اليمن، مضيفة أنّ الأوساط القطرية شديدة القلق من طبيعة العلاقات الحالية بين قطر وتركيا، التي تتيح لأنقرة حضوراً طاغياً من خلال واجهة الوجود العسكري التركي في قطر.
وترى المصادر أنّ أوساطاً قطرية تعتبر أن إطلاق دورات تعليم اللغة العربية للجنود الأتراك، ليس إلا برنامجاً يمهّد لتجنيس الجنود الأتراك وضمهم إلى القوات المسلحة القطرية لحماية النظام.
ولفتت مصادر أخرى إلى أن استمرار النظام السياسي في عدم احترام القيم والمعايير والقواعد التي تعيد قطر إلى موقعها الطبيعي داخل مجلس التعاون الخليجي، سيفاقم من سياسة التجنيس المعتمدة تحت ذريعة ضمان أمن قطر.
ولفت مراقبون إلى أنّ عملية تعليم اللغة العربية لا تبدو جزءاً من برامج الجيش التركي الداخلية، بل تجري من قبل الطرف القطري، بما يتسق مع توجهات الدوحة المقبلة، وأضاف المراقبون أنّ تعليم اللغة العربية يتم بإشراف هيئة التوجيه السياسي في القوات المسلحة القطرية، وليس من قبل وزارة الدفاع التركية، على سبيل تهيئة جنودها للعمل خارج البلاد أسوة بالدول التي تنشر قواتها خارج أراضيها.
ورغم أن قطر سبق أن منحت الجنسية القطرية إلى أفراد من دول عربية وضمتهم لقواتها، فإن مسألة تعليم الجنود الأتراك العربية هي أول إشارة إلى أن الدوحة تخطط لتجنيسهم، وضمهم ليعملوا داخل المؤسسات العسكرية والأمنية القطرية بحسب «العرب» اللندنية.