التقدير الدولي للجنوب سياسيا وعسكريا.. كيف يترجم بالإجراءات؟
إشادة كبيرة حظي بها الجنوب على مدار الفترات الماضية، سواء فيما يخص مكافحة الإرهاب أو على صعيد الحكمة السياسية.
فالجنوب مثّل رأس الحربة في مكافحة الإرهاب، وكان الطرف الرئيسي والأساسي في كل الانتصارات التي تحققت على قوى الشر والإرهاب خلال الفترات الماضية.
الجنوب في هذه النجاحات واجه تكالبا من قوى الإرهاب التي سعت للمساس بمنظومة الأمن والاستقرار وحاولت فرض سيادتها على الجنوب وقراره عبر احتلال أراضيه.
إلا أن القوات المسلحة وقفت بالمرصاد سواء ضد المليشيات الحوثية أو حليفتها الإخوانية أو تنظيم القاعدة، وهي نجاحات كانت لها انعكاسات على مستوى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها.
في الوقت نفسه، إتبعت القيادة الجنوبية المتمثلة في المجلس الانتقالي سياسات حكيمة في إطار تغليب لغة الحوار والسلام في إطار الحرص على تحقيق الاستقرار، وكانت له رؤى استراتيجية ساهمت في تحقيق الأمن.
الواقع السياسي والعسكري في الجنوب حظي بالكثير من الإشادة من المجتمع الدولي وأطرافه الفاعلة وتحديدا من الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وغيرها من الدول.
ودائما ما حرص مسؤولو هذه الدول، خلال لقاءاتهم مع قيادات المجلس الانتقالي على الإعراب عن تقديرهم للدور الذي يلعبه الجنوب في هذا الصدد.
هذه الإشادة للدور الجنوبي سواء سياسيا أو عسكريا، يجب أن تُترجم في احترام واضح وصريح لتطلعات شعب الجنوب العربي وحقه الأصيل في تحديد مصيره.
وفيما يسعى المجتمع الدولي لرسم مسار سياسي يضع حدا للحرب ويحل الأزمة شديدة التعقيد، فإن هذا المسار يجب أن يراعي ويحترم تطلعات الشعب الجنوبي وحقه الكامل في تلبية تطلعاته.
وهذا الأمر يتم من خلال إشراك الجنوبيين بوفد تفاوضي يعبر عن تطلعات الشعب، أما ما دون ذلك سيكون مضيعة للوقت، إذ لا يمكن أن يتم الحديث عن حل سياسي من دون مراعاة الواقع على الأرض وهو واقع لا يمكن تجاوزه، أو بتعبير آخر لن يسمح الجنوب بتجاوزه.
يُستدل على ذلك بالمواقف الحازمة التي صدرت عن المجلس الانتقالي، في أعقاب تصريحات أو استفزازات رشاد العليمي رئيس المجلس الرئاسي الذي ألقى بالونة اختبار حاول من خلالها اختبار مدى تقبل الجنوبيين لمرحلة أخرى من التهميش.
فقد لوح المجلس الانتقالي صراحة بأنه لن يقبل أي تهميش أو مماطلة أو تأجيل للملفات، وبالتالي حال حدوث هذه التحذيرات فإن خروج المجلس عن الشراكة السياسية سيكون الخطوة الأقل في مسار طوفان غضب الجنوب الذي لن يوقفه أحد.