رسائل طمأنة من المجلس الانتقالي للشعب الجنوبي بعد الاتفاق السعودي الإيراني
ردود أفعال عديدة حازتها خطوة توصل السعودية وإيران لاتفاق بينهما على استئناف العلاقات الدبلوماسية، ومدى تأثير هذه الخطوة على مسار الحل السياسي للأزمة اليمنية المعقدة والمتشابكة.
السعودية وإيران أعلنتا توصلهما إلى اتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران.
وقال بيان مشترك بين السعودية وإيران والصين، إن الاتفاق، الذي جرى التوصل إليه في بكين، يتضمن عقد وزيري الخارجية السعودي والإيراني اجتماعاً لتفعيل تلك الخطوات وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما.
أغلب التحليلات والتفسيرات والتوقعات لمآلات هذه الخطوة أجمعت على أنها ستنعكس بشكل مباشر على الأزمة في اليمن، لا سيما وسط ترجيحات بالانخراط في حوار سياسي ربما يقود إلى عملية سياسية على نحو مستدام.
الجنوبيون انشغلوا أكثر بمستقبل قضيتهم العادلة، وذلك في خضم مرحلة قادمة قد تكون شاهدة على الكثير من التطورات فيما يخص مستقبل العملية السياسية.
مسؤولون جنوبيون حرصوا على طمأنة المواطنين بشأن كيفية تعاطي الجنوب مع المرحلة المقبلة، لا سيما أن المجلس الانتقالي منفتح بشكل كبير على مساعي إحلال السلام لكن لن يكون ذلك على حساب حق شعبه في استعادة دولته.
عمرو البيض الممثل الخاص لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي للشؤون الخارجية قال إن حلفاء التحالف العربي على علم بالمحادثات بين السعودية ومليشيا الحوثي الإرهابية.
وأضاف: "الأصدقاء في المملكة عزلوا الجميع، ربما يساعد ذلك في المفاوضات لكنه يثير شكوكا بين الأصدقاء وأصحاب المصلحة".
وتابع: "إذا كان الأمر يتعلق بالهدنة وبقيت في تلك المرحلة، فلا بأس يمكننا الانخراط فيها بشكل بناء، ولكن إذا كان الأمر يتعلق بعمق أكبر من ذلك ولم نكن جزءًا منه ، فهذا أمر يثير قلقنا".
وشدد على أن هذه المفاوضات لا يمكن أن تكون ملزمة للجنوب، مشيرا إلى رفض المجلس للإملاءات المتعلقة بالحوكمة والموارد والأمن في الجنوب العربي.
رسائل أخرى صدرت عن منصور صالح نائب رئيس الدائرة الإعلامية في المجلس الانتقالي الجنوبي، شدد على دعم المجلس لجهود للسلام ووقف الحرب، في ظل قضية شعب الجنوب الوطنية وتطلعات باستعادة دولته القائمة حتى عام 1990.
في الوقت نفسه، عبر صالح عن رفض محاولات الانتقاص من قضية شعب الجنوب موضحا أنها لن تكون مقبولة ونتائج أي مفاوضات ثنائية لا تعني الجنوبيين.
وطالب بتنفيذ بنود اتفاق الرياض والمشاورات التي رعتها دول مجلس التعاون الخليجي كنقطة انطلاق للوصول إلى حلول شاملة، على رأسها قضية شعب الجنوب.
وشدد على سرعة تشكيل وفد تفاوضي مشترك للبدء في التهيئة ووضع إطار خاص للقضية الجنوبية، ومشاورات وقف الحرب والتسوية السياسية، أو تشكيل وفد مستقبل للجنوب.
رسائل الطمأنة الجنوبية تعني أن المجلس الانتقالي متيقظ ومنتبه جديا في التعامل مع المرحلة الراهنة وظروفها وملابساتها، ومفاد ذلك أن أي اتفاق يتم التوصل إليه لن يكون مُلزما للجنوب إذا لم تُدرج قضية الشعب كجزء منه.
اتفاق الهدنة قد يكون استثناء نوعا ما، فإذا ما تم التوصل إلى إطار معين لهذا الأمر سيتعاطى المجلس الانتقالي مع هذا المسار بشكل إيجابي طالما أنه مسار متبادل، ويضمن تحقيق التهدئة في جبهات الجنوب التي تشهد تصعيدا متواصلا.