القيادة الجنوبية تجني ثمار العقلانية
رأي المشهد العربي
يتواصل الاحتفاء الجنوبي بحجم الحضور السياسي الذي يحظى به المجلس الانتقالي في هذه المرحلة، بعدما فرض الجنوب وقضية شعبه العادلة كجزء من مسارات الحل السياسي الشامل، وهو ما تجلّى بوضوح في زيارة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي إلى روسيا.
حجم الحضور الجنوبي الذي رسّخه المجلس الانتقالي أمرٌ بات حقيقيا وواقعيا، وهناك العديد من العوامل والأسباب التي منحت الجنوب هذه المكانة السياسية المهمة، هي السياسات الحكيمة التي اتبعها المجلس الانتقالي.
عقلانية المجلس الانتقالي تجلّت بوضوح في العمل على تحديد أولويات المرحلة السياسية ومراعاة التحديات بشكل رصين، وكان لذلك العديد من الثمار فيما يخص حجم حضور الجنوب.
وأولى المجلس الانتقالي عناية كبيرة للعمل على حسم الحرب على الإرهاب ومنح هذا الأمر أولوية مباشرة، وقد كان الأكثر التزاما بهذه المواجهة، وتعود للقوات المسلحة الجنوبية الفضل في تحقيق العديد من المكاسب في هذا الصدد.
وفي الوقت الذي يحمل فيه المجلس الانتقالي لواء قضية شعب الجنوب العادلة، والمساعي الطموحة من أجل استعادة الدولة وفك الارتباط، لم تتعجل القيادة الجنوبية في هذا المسار، وعبرت عنه بعقلانية شديدة، ولم تقع في فخ التهور الذي تم نصبه خصيصا ليسقط الجنوب بين براثنه.
نجح الجنوب في المحافظة على المعادلة الأصعب وهي الالتزام بتطلعات الشعب العادلة من جانب، مع المحافظة على علاقات شراكة استراتيجية مع حلفائه، وهو ما ساهم في تصاعد أسهم الجنوب وحضوره السياسي.