«أول القصيدة كفر»..الانقلابيون يحشدون لمشاورات جنيف
لم تترك جماعة الحوثي الانقلابية باباً إلا وطرقته من أجل البقاء، ورغم المساعي الدولية لحلحلة الأزمة في اليمن من خلال فتح مشاورات جديدة ف جنيف ديسمبر القادم إلا أن الجماعة الإرهابية بدأت «القصيدة بالكفر»، من خلال محاولاتهات إدراج عدد من قياديات المؤتمر الموالية لهم ضمن الفريق الحوثي بجنيف.
وبدأت الترتيبات الخاصة بعقد جولة المشاورات القادمة بين الفرقاء اليمنيين التي ستستضيفها مدينة جنيف السويسرية في السادس من سبتمبر القادم، بعد طلب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث من الحكومة المعترف بها دوليا والمتمرّدين الحوثيين، تسمية ممثليهم في المشاورات.
وكشفت مصادر سياسية مطلعة لصحيفة العرب، عن وجود خلافات عميقة حول المكونات المشاركة في المشاورات، مع بروز معضلة التمثيل لمكون المؤتمر الشعبي العام في فريق المتمرّدين الذين يفرضون سلطة الأمر الواقع في العاصمة صنعاء، ورغبة الحوثيين في إدراج عدد من قياديات المؤتمر الموالية لهم ضمن الفريق الحوثي، وسعي غريفيث لتوسيع دائرة المشاركة لتشمل قوى وأطرافا فاعلة من خارج الشرعية والانقلاب.
وقالت المصادر إن خلافا كبيرا يدور داخل تيارات حزب المؤتمر الشعبي العام وخصوصا الفريق الذي لا يزال في صنعاء والآخر الذي اتخذ موقفا من الحوثيين عقب مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وهو الفريق الذي يصر على عدم المشاركة ضمن الوفد الحوثي إلى المشاورات.
والتقى المبعوث الأممي خلال زياراته للمنطقة بالسفير أحمد علي عبدالله صالح، وقيادات المجلس الانتقالي الجنوبي كما استقبل وفدا من قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام (جناح صالح) في مكتبه بالعاصمة الأردنية عمّان.
ووفقا للمصادر يعمل غريفيث على تفعيل دور تيار ثالث في الساحة اليمنية بهدف الضغط على الأطراف التقليدية المتمثلة في الحكومة والمتمردين في محاولة لكسر حالة الاصطفافات التقليدية التي تسببت في انسداد أفق المسار السياسي وفشل كافة جهود التسوية.
ويراهن غريفيث بحسب مصادر مطلعة على تشجيع مكونات اجتماعية مثل شيوخ القبائل والمكونات النسائية ومنظمات المجتمع المدني اليمنية لممارسة دور ضاغط على "طرفي النزاع" للاتجاه نحو التوقيع على تسوية سياسية لم تتحدد ملامحها بعد.
ووصفت مصادر مطلعة رهانات غريفيث في هذا الشأن بأنها تفتقر إلى الواقعية السياسية وتتسم بالمثالية وعدم المعرفة الحقيقية لجوهر الأزمة اليمنية وخلفياتها التاريخية والسياسية والطبيعة العقائدية للميليشيات الحوثية، وهي كلها عوائق جوهرية تحول دون التوصل إلى أي سلام حقيقي في اليمن.
ورحبت دولة الإمارات العربية المتحدة على لسان وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي ريم الهاشمي، بالمشاورات اليمنية التي دعت إليها الأمم المتحدة.
وأعربت الوزيرة عن مواصلة بلادها دعم جهود "المبعوث الدولي مارتن غريفيث، وما يراه ضروريا، بينما يقدم برنامجا لمحاولة جلب كافة الأطراف المختلفة إلى طاولة الحوار". مضيفة في مؤتمر صحفي في أبوظبي "كنا على الدوام مؤيدين للمبعوث الدولي وسنستمر في ذلك".
وحول فرص نجاح المبعوث الأممي في تحقيق اختراق سياسي في الملف اليمني من خلال جولة المشاورات القادمة في جنيف قلل الصحفي اليمني ومدير تحرير وكالة "خبر" للأنباء فارس سعيد من فرص نجاح جولة المشاورات القادمة والتي قال إنها تأتي في ظروف ميدانية وسياسية أكثر تعقيدا من تلك التي أحاطت بمشاورات الكويت في العام 2016.
ولفت سعيد إلى غياب أي مؤشرات على وجود آفاق للحل السياسي وخصوصا بعد إعلان المبعوث الأممي عن أن المشاورات القادمة ستكون جولة لبناء الثقة وهو ما يؤكد أن غريفيث سيبدأ مشوار الحل اليمني من بدايته.
وشدد سعيد على أن أي مشاورات لا تلتزم بالإطار القانوني والسياسي المتمثل بالمرجعيات الثلاث لن تفضي إلى نتيجة خصوصا أن المعركة باتت في جزء مهمّ منها معركة سياسية وقانونية، في ظل الجمود الميداني على الأرض.