الأعمال الإغاثية.. بوابة الإصلاح الخلفية للانقضاض على الشرعية
رأي المشهد العربي
لا تختلف ممارسات مليشيات الحوثي الإرهابية عن النوايا الخبيثة لحزب الإصلاح التابع لجماعة الإخوان فرع اليمن، فكلاهما يسعى للسلطة من أجل أهداف خبيثة تدعمها قوى إقليمية ودولية من أجل زعزعة استقرار البلاد ونهب ثرواتها ومواردها الطبيعية.
ولوحظ في الأونة الأخيرة نشاط غير عادي لحزب الإخوان في الأعمال الإغاثية بشكل يبعث للقلق، فالمعروف عن هذا الحزب أنه لا يقدم شيء إلا من أجل مأربه لتحقيق مصالح شخصية ضيقة.
ويبدو أن قيادات الإصلاح هيأت لهم عقولهم المريضة فيما هو أبعد من المصالح المادية التي جعلتهم من أصحاب رؤوس الأموال، فهي السلطة التي بدأ يسيل لعابهم عليها بعد اقتراب التحالف من دحر جماعة الحوثي الانقلابية في جميع المناطق التي يسيطرون عليها.
وهذا ما دفعهم للعب على وتر العوز وحاجة الفقراء في عدن ومدن الجنوب، لتكون بوابة خلفية لهم لاستغلال الناس الذين عانوا لسنوات كثيرة تحت وطأة الظلم والقهر والتهميش وذلك منذ اجتياح الجنوب في التسعينات.
كل هذا وأكثر جعل جرذان الإصلاح تنشط من جديد من عدن وتخرج من جحورها مثل الناشطة الإصلاحية ألفت الدبعي التي ظهرت تدعو لتنظيم أكبر مؤتمر شعبي للإصلاح في عدن لكشف الانتهاكات في تعز، وهو شيء مثير للسخرية من ضحالة ذكاء هذه العناصر.
كما تثير هذه الدعوة الغير ميمونة للتساؤل كيف تنظمي يا ألفت مؤتمر عن تعز في عدن، أضاقت عليك تعز بما رحبت، كما أنه لماذا تصرون على اللعب على أوجاع الناس لماذا تصرون بالمتاجرة بهموم الناس والأهم لماذا لا تحترمون ذكاء وعقول الآخرين؟
وبهذه الأفعال الخبيثة تتكشف الحقائق والتناقضات أمام التحالف العربي، من أطراف تدعي أنها تقف إلى جانب الشرعية وضد الحوثيين، بعد ثلاثة اعوام من عاصفة الحزم التي أطلقها الأشقاء العرب للدفاع عن اليمن وحمايتها من المشروع الايراني العدواني الذي تنفذه مليشيات الحوثيين.
غير أن الأحداث تكشف حقائق عن الخيانات التي كان بطلها حزب الإصلاح الإخواني من خلال تخاذله عن مواجهة الحوثيين واستخدامه أسلوب المراوغة والاستنزاف لأموال التحالف العربي.
ويظهر الاستنزاف لأموال التحالف من خلال استلام حزب الاصلاح للقوافل الإغاثية والتي تأتي من دول عدة وعلى رأسهم دول التحالف العربي، وذلك من أجل السطو عليها وتوزبعها على عناصرهم أو مؤيدهم كرشوة مقننة تخدم هدفهم الخبيث في السيطرة على السلطة.
كما تقدم قطر وتركيا وبعض الجمعيات العربية التابعة لجماعة الإخوان، جميع المساعدات والمواد الإغاثية لحزب الإصلاح الذي يستغلها في أهداف سياسية مستغلا انشغال التحالف في محاربة مليشيات الحوثي الانقلابية .
وتأتي انتهازية حزب الإصلاح الإخواني باليمن في ظل الأوضاع التي عاشتها مدينة عدن قبل وبعد تحريرها من جماعة الحوثيين الإرهابية، بخاصة وأن الإصلاح قد انهار أمام الحشد الحوثي ولم يقف أمام التمرد، ولم يشارك في تحرير عدن والجنوب، وهو ما يؤكد انتهازية هذا الحزب الذي يسعى لدخول المشهد قرب النهاية لقطف ثمار النصر الذي تحقق في عدن وفي غيرها من المناطق الجنوبية.
وتأسس حزب الإصلاح في مطلع تسعينات القرن الماضي على يد الرئيس المعزول علي عبدالله صالح، وذلك لمواجهة الجنوب بدعوى الماركسية.
ويقول جنوبيون إن الحزب الذي أوكل قيادته إلى قيادات جهادية شاركت في القتال بأفغانستان "اصدر فتوى تكفيرية أخرجتهم من ملة الإسلام وشرعت للقوى الشمالية قتل الإنسان ونهب الأرض والثروات"؛ في إشارة إلى فتوى وزير العدل حينها عبدالوهاب الديلمي.
وكان حزب الإخوان في اليمن على الدوام جزءاً من مشاكله، منذ بداية ثورة الربيع العربي العام 2011 في اليمن، كما كانوا المشكلة كلها في مرحلة ما بعد سقوط نظام المخلوع صالح، حيث أرادوا تقييد الرئيس عبد ربه منصور هادي عبر سلسلة من الإجراءات في الشارع، بفعل تحكمهم بالكثير من المؤسسات الحكومية وفي ساحات الاحتجاجات.
ويسعى حزب الإصلاح الإخواني إلى فرض أفكاره من خلال أدواته المختلفة سواء الإغاثية أو نفوذه الواسع في الحكومة والمؤسسات المختلفة وحتى العسكرية منها وذلك طمعا في تغيير الفكر اليمني على غرار مساعي الحوثيين تشييع المجتمع للاستفادة من العنصر البشري الذي يستخدمونه عادة من أجل الوصول للسلطة.
وبعد سيطرة المتمردين الحوثيين، عاد الإخوان إلى الانتهازية من جديد بعدما تركوا البلد فريسة أطماع المتمردين، ولم يكتفوا بذلك، بل عملوا على خلخلة الصفوف من خلال التأخير في حسم المعارك الهادفة إلى تحرير المدن التي سيطر عليها الحوثيون خلال مدة زمنية قصيرة.
أكثر من ذلك تلكأ الإصلاح في الانضمام إلى قوات الشرعية في محاربة ومواجهة تغول الانقلابيين ولم يلعبوا دوراً في تحرير عدن، وتفننوا في الهوامش والمنافي في نشر الإشاعات والأكاذيب التي تضعف الصفوف، وهو ما يشير إلى أن تحالف الإخوان مع السلطة أحيانا ومع الغالب دائماً انتهازية.
وتتجسد انتهازية حزب الإصلاح أكثر على الأرض في عدن، فبعد تحرير المدينة من قبضة المتمردين الحوثيين، تدافع قادة الحزب للظهور بمظهر المحاربين، وحاولوا الاستئثار بالقرار السياسي وصناعته في مدينة عدن، بعد أن فرضوا بتحايلهم محافظاً جديداً للمدينة، بواسطته تمكنت جماعة الإخوان من الاستيلاء على المواد الاغاثية التي قدمت للمواطنين في عدن وقامت ببيعها في الأسواق.
وبحسب شهادة عضو في الهلال الأحمر الإماراتي ومدير جامعة الإمارات الدكتور علي سيف النعيمي فإن الإمارات عندما نزلت بقواتها المسلحة إلى عدن وتمكنت من تحريرها كانت هيئة الهلال الأحمر حاضرة بالمساعدات بالمواد الإغاثية لمساعدة الشعب، إلا أن جماعة الإخوان، حالهم حال نظرائهم في مختلف الدول وبذات في دول العالم الإسلامي اختطفوا مواد الإغاثة، وحرموا الناس منها، عوضاً عن تجنيد أنفسهم لتوزيع هذه المواد، خاصة أن الناس كانوا خارجين لتوهم من حرب عبثية دمرت البنية التحتية للمدينة.
وتشارك دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن قوات التحالف العربي ضد الانقلابيين في اليمن وكان لها دورا بارز في تحرير الجنوب ودعمه في المجال الأمني والعسكري والاغاثي والخدماتي.
وقدمت الإمارات العشرات من ضباطها وجنودها شهداء في المعارك ضد الانقلابيين الحوثيين وحلفائهم على أرض الجنوب ويحظى الدور الإماراتي بترحيب جنوبي واسع ويعدها الجنوبيين حليفتهم "الأكثر وفاء وصدق" وتفهم لحقوقهم والمظالم التي ارتكبت بحقهم.