أماكن ومراحل عملية تبادل الأسرى.. محددات ترسم أقاليم المرحلة الانتقالية المقبلة
حسين المحرمي
- تفريخ المكونات السياسية.. مؤامرة مسبقة للتأثير على القرار الجنوبي
- المسلمون يتأهّبون للتضحية بهديهم والعليمي يذبح المجلس الرئاسي بحضرموت
- الدعوة إلى التسوية.. خطوة أخيرة قُبيل إعلان تحالف دولي ضد الحوثيين
- بالذكرى الثامنة لعاصفة الحزم.. جنوب صادق وخيانات إخوانية
شدّت انتباهي آلية تنفيذ عملية تبادل الأسرى الأخيرة مع مليشيا الحوثي، وتقسيمها على ثلاثة مراحل وأماكن في المناطق المحررة سواءً في الجنوب أو الشمال؛ انطلاقاً من المرحلة الأولى في مطار عدن، ومروراً بالمخا، ووصولاً إلى مأرب.
بإمعان النظر في تفاصيل المراحل الثلاث السابقة لتبادل الأسرى مع مليشيا الحوثي، نجد أن كل مكان تتم فيها العملية تعبّر عن عضو أو أكثر في مجلس القيادة الرئاسي وجهة سياسية، وقوات عسكرية تابعة لها، ففي المرحلة الأولى التي تمت في مطار عدن الدولي نجد أن أغلب الأسرى المحررين من القوات المسلحة الجنوبية وألوية العمالقة الجنوبية ما لم يكن كلهم بالإضافة إلى وجود على رأس تلك العملية اللواءين الجنوبيين محمود الصبيحي وناصر منصور هادي، كما تمثل تلك القوتان بدرجة رئيسة نائبي رئيس مجلس القيادة الرئيس عيدروس قاسم الزُّبيدي، والعميد عبدالرحمن المحرمي "أبو زرعة".
كما نلاحظ بأن مكان المرحلة الثانية من عملية تبادل الأسرى على المستوى المحلي هو (المخا)، وأن هذه المرحلة ستشمل تحرير نجل وشقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، في الوقت الذي ستكون المرحلة الثالثة من عملية تبادل الأسرى من مأرب إلى صنعاء، وستشمل تحرير العديد من أبناء (صنعاء، وتعز) ممن يقبعون في سجون الحوثيين، من بينهم الصحفيون الأربعة المحكوم عليهم بالإعدام، وثلاثة آخرين من أقارب جنرال الإخوان علي محسن الأحمر، وفقاً للمصادر، وتمثل هذه المرحلة من العملية بدرجة رئيسة عضو مجلس القيادة الرئاسي سلطان العرادة.
بالعودة إلى أماكن ومراحل عملية تبادل الأسرى، وتدقيق النظر في المستفيد والمعني بكل مرحلة، نجدها تشير إلى ثلاثة مناطق وثلاث جهات سياسية في المناطق المحررة - فيما عدا المناطق الخاضعة تحت سيطرة الحوثيين، أحدهن: عاصمة الجنوب الأبدية عدن وتمثّل شعباً يطالب باستعادة دولته المستقلة كاملة السيادة بكامل حدودها المتعارف عليها دوليا ما قبل 1990م، وقياداته السياسية ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُّبيدي، والثانية: المخا والجهة الغربية، وهي تمثل بدرجة رئيسية طارق صالح والمؤتمريين بشكل عام، والأخيرة: مأرب، وهي تمثل - بدون شك - ما تبقى من جماعة الإخوان في اليمن.
من كل ما سبق، يبقى السؤال، هل أماكن ومراحل عملية تبادل الأسرى، التي تُعد أول الخطوات الإيجابية عقب المباحثات السياسية الأخيرة، عبارة عن محددات ومعطيات تكشف عن ما سيؤول إليه الوضع السياسي في المناطق المحررة - جنوباً وشمالاً - من أقاليم خلال الفترة الانتقالية المقبلة، والجهات التي ستتولى قيادة تلك الأقاليم، أم أنها كانت بمحض الصدفة؟!