شدت خيول العوالق
صالح أبو عوذل
- عن الحوار السياسي بين قيادة الانتقالي و المقاومة الوطنية
- المجلس الانتقالي الجنوبي.. مشروع دولة أم حزب سياسي معارض؟
- الشرعية اليمنية والدرس المصري البليغ
- الإمارات .. حليفنا الصادق والوفي
من الأغاني التراثية الجميلة العريقة في الجنوب أغنية "شدت خيول العوالق ريتني عولقي، من عولق البحر لا تشرب ولا ترتعي"، التي تغنى بها فنانون كثر.
اغنية في غاية الجمال والروعة، وقد أصبحت مثالاً لفخر قبيلة عربية جنوبية كبيرة وعريقة، هي قبيلة العوالق التي تمتد بين محافظتي شبوة وأبين، وانت كانت الأولى الموطن الأول لها، ناهيك عن الانتشار الكبير لقبيلة العوالق في كل مكان.
"شدت خيول العوالق"، هي قصيدة شعرية كتبت كلماتها في أواخر ثلاثينات القرن الماضي، حين كان الفن في الجنوب مزدهرا في تلك الحقبة مقارنة بالأقطار العربية المجاورة.
حرفت الاغنية كثيراً بل وكثيرا جداً، فقط بالأمس على مسرح ليالي عدن، ظهرت فنانة شابة وهي تغني "شدت خيول العوالق ريتيني عولقي"، والطريف في الأمر انها وقعت في خطأ فادح طالما وقع فيه فنانون يمنيون من صنعاء، "من عولق البحر لا يشرب ولا يرتوي"؛ والصحيح "من عولق البحر لا يشرب ولا يرتعي"، وهنا ربما أراد الشاعر التشبيه بين رجال قبيلة العوالق وعولق البحر "لا يشرب ولا يأكل".
ترتبط أغنية "شدت خيول العوالق"، بالأرث التأريخي والفني لعدن، فهي من أوائل الأغاني التي سجلت في العاصمة عدن، ابان الاستعمار البريطاني، على أسطوانات "التاج العدني".
وقد غناها فنانون يمنيون مهاجرون من اليمن الشمالي الى عدن، ومنهم الفنان التهامي صالح العنتري الذي هاجر من زبيد في تهامة إلى اثيوبيا ثم منها إلى عدن حيث تعلم العزف على العود، بعد ان بدأ حياته في زبيد بالغناء، من خلال الايقاعات على "الأواني المنزلية".
وللمفارقة ان عدن احتضنت العنتري وساهمت في تنمية موهبته الفنية المبكرة، في حين ان صنعاء قتلته ببطئ، حيث توفي في العاصمة اليمنية في داخل منزله ولم يتم اكتشاف انه توفي الا بعد ان تسربت رائحة جثمانه الى خارج المنزل.
تعرضت ألحان الاغنية "التراثية"، للسطو من قبل الفنان السعودي محمد عبده، من خلال أغنية "لو كلفتني المحبّة".
كلمات الأغنية
شدت خيول العوالق ليتني عولقـي
من عولق البحر لا تشرب ولا ترتعي
ياريت لي حصن في ذاك الجبل يبتني
لـلميد بـاشوف مـن يـحدر ومـن با يجي
شفنا قبيلي وشيخي بن حمد السنـدوي
ياريت مانا قبيلـي ريتنـا الا صبـي
باشل صميلي وبا اسرح لي مـع الاولي
يالقبيلة على باصـرة سعيـد انشـدي
وعلى ابراهيم وصالح يالرشيد احزني
ومحمد بن سعيد ذي يهتري من بايجي
ولا فزع من الموت قد لاقاه لا خوعلي
وتقابلوا بالحديـد الرطـب لمـا روي
وبيت الذيب في شعفور يعوي عـوي
ياريت للراس راحه وسط وادي النبي
المبعد باشوفه ومن حدّر ومن بايجـي
يالله عسى في مجيئك في السلب محتبي
بانجني المـوز والرمـان والمغربـي
#صالح_أبوعوذل