صور.. إتحاد الأدباء بعدن يحيي الذكرى الـ42 لرحيل الكاتب عبدالله باذيب
بمناسبة الذكرى الـ42 لرحيل الكاتب والناقد الرائد عبدالله عبدالرزاق باذيب, نظم اتحاد والأدباء والكتاب اليمنيين صباح اليوم الأربعاء فعالية أدبية في كلية التربية بعدن جاءت تحت عنوان "قراءة في شعر الشباب في عدن".
وقال رئيس جامعة الأستاذ الدكتور الخضر ناصر لصور, الذي حضر الفعالية, إن الهامة الوطنية عبدالله عبدالرزاق باذيب سيظل حيًا في نفوس كل الشباب واليمنيين التواقين إلى الحرية والعدالة والمساواة.
وأضاف في الفعالية التي أدارها القائم بأعمال رئيس فرع الاتحاد بعدن الدكتور عبده يحيى الدباني, أننا نحتفي بمناسبة عزيزة على قلوبنا وإن كانت ذكرى حزينة لكنها تأتي لتذكرنا ولتجسد هذا الإنسان الكثير الذي ما أحوجنا إليه وأمثاله من الهامات الوطنية أيامنا هذه التي نعيش فيها معتركًا صعبًا من الحياة يفقدنا كل يوم المزيد من شبابنا شهداءً وهناك من يتوفاهم الأجل نتاج الظروف القاسية.
وشكر رئيس الجامعة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين على تنظيم هذه الفعالية, مبديًا حرص قيادة الجامعة للاهتمام بأوضاع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين عامة وعلى الأخص فرع عدن, مؤكدًا "نحن في الجامعة داعمين معنويًا وماديًا للاتحاد في حدود إمكانياتنا".
واقترح الدكتور لصور على قيادة الاتحاد المزيد من التقارب بين الاتحاد والجامعة وتنظيم لقاءات شهرية وفتح الباب أمام نقاشات حرة وأصيلة إلى جانب الاهتمام بالإبداعات الجديدة في مختلف الفنون الأدبية.
وقال "لنبحث لقاءً مشتركًا في ختام أو بداية كل شهر, صباحًا أو مساءً بين الجامعة والاتحاد. الجامعة مؤسسة أكاديمية, وبالتالي لا للسياسة فيها ولا لفرض أي نهج سياسي على الأدباء. الأدب حرية." مؤكدًا أن عدن المدنية ستظل حرة, وستعالج كل هذه الاختلالات التي لا يقرها أبناؤها.
وأبدى رئيس الجامعة حرصه لإعادة تأهيل مبنى الاتحاد في عدن, مؤكدًا ضرورة السعي المشترك بين الجامعة والاتحاد لبحث هذا الملف.
وقُدمت في الفعالية عديد مداخلات وأوراق حول الفقيد باذيب وملامح من تاريخ الحركة الأدبية على امتداد النصف الثاني من القرن العشرين, وجديد الكتابات الأدبية الإبداعية للشباب في الوقت الراهن المتعلقة بـ"أدب الحرب" على امتداد السنوات الثلاث الماضية.
استهل المداخلات الدكتور محمد ردمان بتقديم ملمح عن المسار النقدي لعبدالله باذيب, مشيرًا إلى أن باذيب بدأ الكتابة في النقد الأدبي منذ صدور مجلة "المستقبل" عام 1949, التي ترأس تحريرها, وكان يكتب عمودًا أسبوعيًا أسماه "الغربال" قدّم عبره عددًا من القراءات النقدية, لبعض النتاجات المحلية والعربية.
وأضاف ردمان, وهو صاحب كتاب "التجربة النقدية عن عبدالله باذيب" الصادر عن دار أمجد الأردنية قبل عامين, أنه من خلال تفحص المنجز النقدي الذي نشره باذيب خلال سنوات اشتغاله بالنقد يتبين سعيه إلى تقديم صورة شاملة وكلية عن الإبداع, والسير بخطى حثيثة صوب بناء مشروع ثقافي شامل, واتسام كتاباته بتصورات نقدية تدل على استفادته من معطيات مناهج نقدية عديدة "حيث بدأ واعيًا في التعامل مع النص الأدبي أي كان نوعه, وأظهر في كتاباته الأخيرة تحمسًا كبيرًا للأدب الواقعي المستفيد من معطيات الفكر الواقعي النقدي الاشتراكي", إلى جانب تأكيده منذ وقت مبكر على الحرية في الأدب وأبعاد تحققها, وحماسه للتجديد الشعري وفق نظرية التعبير الرومانسية (الشعر تعبير عن الذات).
وشهدت الفعالية مداخلة شفوية للشاعر الكبير شوقي شفيق, تحدث فيها عن ملامح من الحركة الأدبية قديمًا, حاثًا الأدباء الشباب على الإخلاص للإبداع والمعرفة, مشددًا على أهمية القراءة كشرط لا غنى عنه للتقدم.
وقدم الدكتور شهاب القاضي ورقة عن "ظاهرة الحزن في شعر الشعراء الشباب في عدن", أشار فيها إلى ازدياد هذه الظاهرة في الشعر العربي المعاصر أفقيًا منذ نازك الملائكة وحتى اليوم, ورأسيًا في تنوع تناولها من حيث الصورة الفنية والتجربة الشعورية وزاوية التناول.
وفيما تساءل عن إمكانية إحالة الحزن عند الشعراء الشباب في عدن إلى التأثر بالثقافة العربية وبتيارات الشعر العربي المعاصر، أو إلى واقعهم في عدن الذي قال بأنه أقرب إلى العالم الكافكاوي السوداوي المحزن, قال بأن الحزن أيضًا قد يأتي شخصيًا حميميًا، أي أن مصدره التجربة الخاصة للشاعر أو للشاعرة فتنعكس على التجربة الشعورية في القصيدة وعلى ما نسميه الصدق الفني..
وتناول القاضي في ورقته ظاهرة الحزن لعدد من الشعراء الشباب كعبدالله الأحمد وأبو بكر الهاشمي ورائد القاضي وأعياد عامر, وآخرين, بما تحمله من موضوعات عن الوطن والحياة والحبيب.
وشارك في الفعالية أكاديميون بأوراق عمل ومداخلات كالدكتور علي الزبير الذي تتبع في دراسته ما أسماه معجم الحرب للأدباء الشباب في عدن, والدكتور بدر العرابي, والدكتور محمد صالح العلياني أبو فرهاد وآخرين.
وقدم شعراء شباب من الجنسين عديد نصوص شعرية كأبو بكر الهاشمي, إيمان خالد, جهاد العبادي, صابري الحسني, وريم وليد, وآخرين.