تجار الحشيش في عدن .. القات وحده لا يكفي تقرير
لم تعد عشبة القات كافية لسد حالة الفراغ الذي يعيشه الكثير من الشباب في محافظة عدن فلجأ العديد منهم الى إدمان المخدرات بأنواعها .مدير شعبة مكافحة المخدرات التابعة لإدارة أمن عدن قال بأنهم ضبطوا خلال النصف الأول من العام الحالي كميات كبيرة من مادة الحشيش عالي الجودة وعشرات الالاف من حبوب " الكبتاجون " المخدرة ؛ وأحيل عشرات المتهمين بقضايا بيع وترويج المخدرات الى النيابة العامة .
لافتا الى أن الجهود التي تبذلها الشعب بالتعاون مع المواطنين اسهمت الى حد بعيد في انحسار ظاهرة تعاطي المخدرات بين أوساط الشباب في عدن منوّها الى أن هذه الجهود لا تعني انتهاء " الحرب " مع عصابات بيع وترويج المخدرات و" عقّب "بل هي حرب مستمرة فالعائد المادي من تجارة المخدرات كبير وغياب القيم والوازع الديني انحسر لدى كثير من الأشخاص الذين استغلوا فترة ما بعد الحرب لممارسة انشطتهم الهدامة والمدمرة للمجتمع .
استهداف :
تهديم بنيوية المجتمع الجنوبي وتدمير شباب الحراك كان هدفا لنظام صنعاء بحسب الناشط "محمد النقيب " موضحا أن نشاط عصابات بيع وترويج المخدرات بدأ في التوسّع حتى تحول الى ظاهرة مع بداية العام 2010 م وبمساعدة الأجهزة الأمنية حينها أو تغاضيها وعدم اتخاذها أي إجراءات بحق العديد من تجار الحشيش حيث كان يباع جهارا نهارا في نوادي معروفة بعدن وبعلم أجهزة الشرطة والأمن .
لست نادمة :
أماني قاسم :27عاما" تعترف لأول مرة بأنها تعاطت الحشيش عبر " ارجيلة " الشيشة بدافع الفضول والتجريب مع زميلات لها في جلسة قات في أحد النوادي على ساحل البحر في عدن بين قبل خمس سنوات وتسرد أماني تجربتها مع الحشيش " لم يدر في خلدنا يومها مسائل الإدمان وأضرار الإقلاع عن التعاطي فقد بدت يومها تجربة مثيرة وجديدة وكان طعم الحشيش الفاخر رائعا ومفعوله شيء لا يصدق تتابع " تشعرين بأن الدنيا جميعها ملك يمينك وكل المشكلات والمنغصات في الحياة ذهبت دون رجعه فالحشيش يعطيك "باور " قوّة وشجاعة لمواجهة أي شيء هذا الشعور كان كافيا ودافعا لإعادة التجربة لمرات عديدة "
لست نادمة تقول أماني .. ثم أن الكمية التي كنا نشربها قليلة وليست مكلفة ماديا نافية لا لا لا لم نتعاطى الحبوب المخدرة مطلقا .
المال كنا نجمعه كفريق ويصل إجمالي المبلغ من 10 الى 12 الف ريال " 40$ " نشتري بنصفه قات والباقي حشيش يوفره النادي لا نسال ولا نريد أن نعرف مصدره لأن ذلك ليس مهما بالنسبة لنا
تبدي أماني استغرابها مدافعة بصوت عال " من قال أن تعاطينا حرام " تشرح " يختلف الأمر فيكون التعاطي حرام لو اخرجك عن صوابك وطورك وبدأت بأذية الآخرين او تصرفت بشكل غير لائق مع الآخرين نحن بنات ناس ونشرب للكيف مثله مثل الشيشه والمعسّل ولا نبالغ بالكمية "
الصنف الذي نفضله الحشيش الأسود اللزج فرائحته طيبة جدا واجود أنواعه الأفغاني والمستورد من اذر بيجان .
لا أفكر بالإقلاع كما قلت لك تسأل انته تشرب سيجارة هل شربك للسيجارة يخرجك عن المألوف إذا هو نفس الشي "
هذا الحيث المطوّل مع الشابة أماني والتي تتعاطى الحشيش المخدر بصحبة زميلات لها منذ أن كانت في سنة أولى كلية التربية والتي تقول : بأن ظروف فترة الحرب وما بعدها وضهور الجماعات المتطرفة دفعتها وزميلاتها الى تغيير أماكن الجلسات من النوادي الى المنازل فكل خميس تلتقي المجموعة " الشلّة " في منزل إحداهن كجلسة قات عادية ويتم تدخين الشيشة بالمعسل المعروف المخلوط بقطعة صغيرة من الحشيش يصل ثمنها الى 5$ تقريا بحسب المورد .
مؤكدة بأن الأهل لا علم لهم بما تفعل وزميلاتها وتسخر أماني من مبالغة الأفلام السينمائية وتصويرها من متعاط الحشيش وقد تغير شكله وفقد عقله وتغير لونه وكأنه يتناول السم "
وتبقى ظاهرة تعاطي المخدرات في عدن دخيلة على المجتمع حيث تتمكن الأجهزة الأمنية من القبض على المروجين للمخدرات بأنواعها بصورة مستمرة نتيجة تعاون المواطنين وابلاغهم المستمر عن تجار المخدرات "
ترانزيت :
الناشط الحقوقي " لطفي باسنيد " يؤكد بأن المخدرات التي تدخل عبر المنافذ البرية غالبا عبر حضرموت والمهرة قادمة من دول المنشأ افغانستان وايران واذر بيجان تدخل بكميات قليلة فيسهل إخفاؤها تحت او وسط مقاعد السيارات وبطرق أخرى عديدة يتم جمعها في اليمن ومن ثم تهريبها الى دول الجوار السعودية وعمان تحديدا فالاستهلاك المحلي قليل جدا مقارنة بالكميات التجارية التي يتم تهريبا الى السعودية فحرس الحدود السعودي قبل الحرب كان يضبط أطنانا من المخدرات بأنواعها على الحدود مع اليمن التي تعتبر ترانزيت لعمليات تهريب تقودها عصابات منظمة .
الدكتورة " سعاد علوي " رئيسة مركز عدن للتوعية من خطر المخدرات والقيادية في الحراك الجنوبي " تمكنت خلال 4 أعوام من تأهيل عشرات الشبان والشابات من مدمني المخدرات وقادات العديد من حملات التوعية بأضرار المخدرات وتعاطي القات في المدارس واقامت العديد من الندوات في ذات السياق أشادت بالجهود التي تبذلها إدارة مكافحة المخدرات بإدارة أمن عدن مشيرة أنه رغم الظروف الراهنة فإن دور الأجهزة الأمنية قد شهد تطورا كبيرا في مكافحة التهريب والتجارة بالمخدرات بالعاصمة عدن خلال العامين الماضيين داعية اللواء شلال علي شايع الذي وصفته بصاحب الشعبية الساحقة بالجنوب الى مزيد من الإجراءات الأمنية في مكافحة المخدرات والضرب بيد من حديد لكل من ثبتت عليه تهم الاتجار بالسموم القاتلة لأجيالنا جاء ذلك خلال ندوة أقامها المركز ضمن نشاطه التوعوي بعدن .
التقرير خاص ب " المشهد العربي "