شركة اتصالات عدن.. مشروع استراتيجي يحمي الأمن الوطني الجنوبي
في خضم تطلعات الجنوبيين لإنشاء شركة اتصالات مستقلة في العاصمة عدن، وما يحمله ذلك من أبعاد اقتصادية وتنموية، فإنّ الأمر له بُعد أمني أيضا يخدم أمن واستقرار الجنوب.
هذا البعد الأمني والعسكري كشفه عبد الرحمن المحرمي نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، قائد ألوية العمالقة الجنوبية، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الذي قال إن إنشاء شركة اتصالات في عدن هو خيار الأحرار، سيخدم المواطنين والمقاومة بعيدًا عن سيطرة الحوثي.
وأضاف أن إنشاء شبكة الاتصال في عدن خيار الأحرار؛ لأنها ستخدم المقاومة ضد الحوثي، وستوفر الخدمات للمواطنين في المناطق المحررة، بعيدًا عن سيطرة الحوثي، وستوقف الدعم الذي يذهب لمليشيا الحوثي يوميًّا في كل ثانية ودقيقة من عوائد الاتصالات دعمًا للمجهود الحربي بعلم أو بدون علم.
وشدد على أن بقاء الاتصالات بيد الحوثي منذ سنوات حتى الآن دون حلول جذرية يُعدُّ جرمًا كبيرًا ارتُكب بحق المناطق المحررة وكل المقاومين ضد الحوثي، كاشفا عن أن كثيرا من الخسائر في الجبهات والمناطق المحررة كانت بسبب الاتصالات.
البُعد الأمني المهم لمشروع شبكة اتصالات جنوبية في العاصمة عدن، يزيد تمسك الجنوبيين بحقهم في هذا المشروع، ويزيد من صلابة الجبهة الداخلية في دعم جهود القيادة حتى يرى المشروع النور في وقت قريب.
تصريحات المحرمي تعطي دلالة واضحة بأن المشروع الجنوبي ليس مجرد هدف لتحقيق تنمية اقتصادية وحسب، لكنه وسيلة وجسر أساسي يتعلق بالأمن القومي الجنوبي، باعتبار أن الأمر يتعلق بطبيعة المواجهات مع قوات الاحتلال.
كما أن تصريحات المحرمي التي ربطت مشروع الاتصالات بالأمن القومي في الجنوب، جاءت في وقت مهم للغاية، بالنظر إلى أن هناك أطرافا رسمية تعمل على عرقلة المشروع كما جرى مثلا في الوثيقة الصادرة من وزارة الداخلية التي أفصحت عن موقف معادٍ للمشروع.
بالنظر إلى ذلك، فإنّ أي طرف معرقل للمشروع سيكون بمثابة طرف داعم للمليشيات الحوثية، ما يحاصر هذه الأطراف بين مزيد من الضغوط، وسط مطالب واسعة بتقويض حضورها على الساحة.