تشتي تهاجر من عدن سلم منزلك ووظيفتك لنازح

-ان ما يعتمل في عدن والجنوب هي العملية الكبرى لاستمرار التوطين الرسمي الشمالي الثاني.
-تم تهجير مناضلي ومثقفي وعقول أبناء عدن خاصة والجنوب عامة في السبعينيات. من قبل القادمين من الشمال والهاربين من أنظمة الحكم المستبدة فيه. تم تهجيرهم واعتقال من بقي منهم واغتيال قادتهم ومن فضل السلامة له ولأهله فكانوا يقايضوا هروبه بتسليم سكنه للجبهة الوطنية الشمالية وحزب حوشي تحت شعار (تشتي تهرب الشمال سلم بيتك للجبهة) تم ظلمهم وتهجيرهم واغتيال الكثير واعتقال واقصاء من الوظيفة الكثير منهم لأنهم كانوا يعارضوا هذه العملية الغير منظمة لإيمانهم بان الجنوب دولة والشمال دولة وكلا له ثورته وثرواته وخصوصيته.
وكثير منا سمع عن صرخات المناضلات والمناضلين نجوى مكاوي وال لقمان وال خليفه وال الشعبي وغيرهم.
عادت عملية التوطين بشكل أكبر وأكثر عشوائية وظلم. ولن تفيد الشعبين بقدر ما ستؤسس لحروب قادمة لن تنتهي.

فالاستيلاء على الوظائف لنازحي الشمال في عدن والجنوب يسير بوتيرة عالية وحتى بدون ضوابط او حفظ لحقوق الأولوية من أبناء عدن والجنوب.
تعطى الوظائف في محافظة عدن والجنوب للتابعين لأحزاب الشمال تحت القوانين المبتكرة (الاحلال والتعاقد والاستشارة والحاجة). وعبر هذه القوانين يتم توظيف النازحين والقادمين من أبناء الشمال في مؤسسات عدن والجنوب الحكومية والمختلطة حتى اللحظة بعد تحرير الجنوب بأربع سنوات. ويتم توظيفهم في مؤسسات عدن والجنوب الخاصة بنسبة 100 %
-هل عدن هي الوطن البديل للشماليين الهاربين او المتفقين مع حكام الشمال.
هل سنجد دعوات في القريب العاجل بان تكون عدن هي الوطن البديل لهؤلاء حتى يتم حل مشاكل الشمال المزمنة والتي اثبتت الأيام صعوبة حلها.
هل سنجد قريبا هذه الدعوات ترتفع علنا مثلما نادت اسرائيل بان تكون الاردن الوطن البديل للفلسطينيين حتى يتم حل القضية الفلسطينية. ورفضت قيادة الاردن ذلك بقوة.
ما نراه اليوم من افعال وتحركات وخطط لأحزاب ومكونات الشمال في حكومات الشرعية وفي صنعاء يؤسس لذلك وبالدليل. وهي عملية كبرى للتوطين الرسمي الثاني للشمالين في عدن خاصة والجنوب عامة.
وهو استمرار لنفس المخطط والعملية السابقة من قبل عصابات الشمال بتوطين الكثير من الشماليين في عدن من المؤمنين بواحدية الثورة والشعب والوحدة. منذ بداية السبعينيات بعد التخلص من القيادات المعارضة من أبناء عدن والجنوب.
وكلنا سمعنا انه من خلال شعار تلك الأيام (إذا تشتي تهرب الشمال سلم بيتك للجبهة) تم توطين الكثير وأيضا تحت حجة النزوح والهروب من أنظمة الشمال.
وكان كثير منهم السبب في تأجيج الصراعات والحروب الجنوبية-الجنوبية والجنوبية –الشمالية واخرتها كانت احداث 13 يناير 86م.
ومع ان الكثير منهم أيضا اندمج في المجتمع الجنوبي وابنائه وأحفاده أصبحوا من أكثر المؤمنين بقضية شعبهم الجنوبي واستعادة دولتهم الجنوبية.
الا ان الدروس والعبر التي مرت لازالت لم توقظ العقل الجنوبي وتحذره.
-الان يتم العمل بذلك بطريقة اخرى وأسرع وبنفس ادوات وعصابات الشمال السابقة واللاحقة.
حينما نطالب بتنظيم النزوح ومراقبته وحصره بالطرق المتعارف عليها في زمن الحرب مثل كل دول ومجتمعات العالم فهذه هي الطريقة الصحيحة والعادلة لإبقاء الحب والود بين الشعبين الجنوبي والشمالي والحفاظ على حقوق كلا منهم.
حينما نطالب اقلها بصرف استمارة نازح فنحن نحدد خارطة النزوح وتواجده ونحفظ كرامة كل نازح ومواطن عدني وجنوبي. من منطلق الحفاظ على كرامة وحقوق النازحين والهاربين الحقيقيين من أهلنا الشماليين.
لأنه إذا لم يتم تنظيم وحصر عملية النزوح. سيجد الجنوبيين أنفسهم لاجئين في ارضهم وعاصمتهم عدن. وسيجد هؤلاء النازحين انهم أدوات غصبا عنهم في ايادي العصابات الشمالية التي استقدمتهم تسخر الكثير منهم للجرائم والابتزاز السياسي وغيرها.
وسنجد عدن والجنوب مناطق غير امنه ويصعب العيش فيها وسيرتفع شعار إذا تشتي تهاجر من البلد سلم بيتك لنازح شمالي
صحيح ان الشمال لم يكن مغلق ولكنه بالنسبة لأبناء الجنوب فقد كان موطن الاخاء والسلام وكان الملاذ الامن وشعبنا في الشمال طيب اصيل ومضياف.
لكن هذا كان سابقا قبل اختطاف سلطة الرئيس الشهيد الحمدي من قبل العصابات الحاكمة ومع ذلك فنظام الحكم في الشمال قد نظم حالة الهروب والنزوح الجنوبي للشمال بحيث كل طرف يحتفظ بحقوقه وواجباته كالأخوة المعترفين لكل منهم بحقه.
انما بالنسبة لعصابات صنعاء الحاكمة على مدى الزمن كان الجنوب محل اطماع بل ويعتبروه جزء عاد للأصل. والقضية لأتعالج بالنوايا الطيبة مع عصابات حاكمة.
هل يعقل ان تفتح حدودك لثلاثين مليون شمالي وانت وشعبك اربعة مليون في زمن الحرب بين الجنوب والشمال. بدون ضوابط متعارف عليها دوليا ومحليا. هل يعقل ان يصمت أبناء الجنوب ونحن نرى كل يوم نزوح بألاف المدنيين واخرها نزوح الوية عسكرية مسلحة بدون ضابط او تنظيم.
هل يعقل ان حكام صنعاء وأحزاب الوحدة او الموت الشمالية ومن يتبعهم في حكومات الشرعية سيرسلون للجنوب نازحين لديهم من الضمير ان يقروا بحق الجنوبيين بتقرير مصيرهم وحقهم باستعادة دولتهم الجنوبية.
هل يعقل في وقت الحرب بين الشمال والجنوب ان يرسلوا نازحين يحملوا ورود وحمائم السلام.
او ان الأكيد ان يستفيدوا من فوضى النزوح ويرسلوا اقوى ما عندهم من المؤمنين بالوحدة او الموت والمقاتلين والعصابات والمجرمين ولا يمنع ذلك ان يرسلوا للتضليل كثيرا من أبناء شعبنا من ابناء الشمال الطيبين لذر الرماد في العيون.
المنطقي بل حسب ما نسمعه من محاضر الشرط ان كثير من المجرمين ونزلاء السجون والإرهابيين في الشمال تم ارسالهم الى عدن وتوطينهم ويستلموا على ذلك معاشات واموال تحت مسميات شتى كجنود التحقوا بالشرعية ونازحين وهاربين من نظام الشمال.
لأننا كلنا نتفق وحسب أيضا تصريحات قادة هذه الأحزاب والمكونات الشمالية ان المهمة الأساسية هي الحفاظ على الوحدة
وليس تحرير الشمال من المتمردين. فهم كما صرحوا ويؤمنوا بان الصراع مع الحوثيين هو على السلطة سيحل بالتفاوض. ولكن الحرب الحقيقية هي مع الانفصاليين الجنوبيين. فالوحدة او الموت شعارهم.
والدليل ان خيرة أبناء الجنوب يستشهدوا في الجبهات الشمالية وهذه العصابات تمتنع ان تقاتل قوات المتمردين في صنعاء ولم تقدم شهيد شمالي واحد في أي جبهة خلال الأربع سنوات.
فتح حدودك ومدنك وقراك وتسليم ثروتك ومواردك لأحزاب هي في الأصل عصابات لا تريد ان تحرر أراضيها في الشمال وتدمن العبودية وتعتبرها اسلوب للحياة وتوطن أعضائها في كل مساحة ارض متاحة في عاصمتك. سيؤدي بك في النهاية لان تكون لاجي في بلدك او في بلد المهجر.
نطالب ويطالب كل الشرفاء في الجنوب والشمال بتنظيم عملية النزوح وحفظ الحقوق حتى نوقف توسع مساحة الكراهية بين الشعبين في الشمال والجنوب بسبب اعمل هذه العصابات.

- (ضاعت من طيبتها المدينة / تلك التي بجمالها وسحرها كانت تفاخر / تلك التي علمائها أدباءها نورا يسافر / شوارعها كانت مساطر / حدائقها أجمل مزاهر / هوائها تعطره المباخر / تنام في بيوتها كل مساء وليله / أجمل وارق المشاعر/ ضاعت من انتقامهم المدينة / حين وعد الحاكم بالانتقام / من التحضر والتمدن والنظام / ومن رعبهم أيام الانهزام / ووعد بان تصبح قبل ان تنام / على ساحل بحرها وطينه / هذه الفاضلة المدينة / قرية مرعبه حزينة)