بمشاركة 300 ألف جندي.. روسيا تبدأ أكبر مناورات حربية منذ سقوط الاتحاد السوفيتي
حشدت روسيا 300 ألف جندي، اليوم الثلاثاء، في استعراض للقوة، يتضمن تدريبات مشتركة مع الجيش الصيني، في أكبر مناورات تجريها موسكو منذ سقوط الاتحاد السوفيتي في العام 1991.
وتأتي المناورات الصينية الروسية، التي ستستمر حتى 17 أيلول/ سبتمبر، في وقت يشهد توترًا محتدمًا بين الغرب وروسيا، حيث قال حلف شمال الأطلسي إنه سيراقب التدريبات، وكذلك الولايات المتحدة التي لها وجود عسكري قوي في منطقة آسيا والمحيط الهادي.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية صورًا لطوابير من الدبابات والعربات المدرعة والسفن الحربية أثناء المناورات فضلاً عن طائرات هليكوبتر قتالية وطائرات مقاتلة أثناء إقلاعها.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن المناورات تشتمل على نشر قوات إضافية في أقصى شرق روسيا وحشد قوات بحرية من أسطول الشمال وأسطول المحيط الهادي.
ويقع ميدان التدريبات الرئيسي على بعد 5000 كيلومتر إلى الشرق من موسكو، ومن المرجح أن تتابعها عن كثب كل من اليابان وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية وكذلك الصين ومنغوليا اللتين ستشترك قواتهما في المناورات في وقت لاحق هذا الأسبوع.
وتشارك في المناورات أكثر من 1000 طائرة عسكرية وأسطولان بحريان روسيان وما يصل إلى 36 ألف دبابة وعربة مدرعة وجميع الوحدات الروسية المنقولة جوًا، وفق رويترز.
وبدأت المناورات في الوقت الذي عقد فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات مع نظيره الصيني شي جين بينغ في مدينة “فلاديفوستوك” الساحلية الروسية.
ويهيمن منذ زمن الحذر المتبادل على العلاقات بين موسكو وبكين، حيث يحذر القوميون في روسيا من زحف النفوذ الصيني في أقصى شرق البلاد الغني بالمعادن.
لكن روسيا تحولت شرقًا صوب الصين بعدما فرض الغرب عقوبات على موسكو بعد ضمها شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في 2014، وازدهرت منذ ذلك الحين العلاقات التجارية بين البلدين اللذين يشتركان في حدود برية بطول نحو 4200 كيلومتر.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الصينية إن المناورات تهدف إلى الحفاظ على السلام الإقليمي ولا تستهدف أي طرف ثالث ولا “علاقة لها بالوضع الإقليمي”.
وألمح بعض الخبراء إلى أن في المناورات الحربية رسالة إلى واشنطن التي توترت علاقتها مع كل من موسكو وبكين.
وقال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس، ردًا على سؤال عما إذا كان يشعر بالقلق من تحالف عسكري محتمل بين روسيا والصين في المستقبل، إنه لا يرى أن البلدين سيتحالفان في الأجل البعيد.
من جانبه قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الذي يشرف على المناورات، إنها الأكبر منذ المناورات العسكرية السوفيتية زاباد-81 (الغرب-81) في عام 1981.
وكانت الصين وروسيا قد أجرتا تدريبات مشتركة من قبل ولكن ليس بهذا الحجم، وتشير تدريبات “فوستوك-2018” (الشرق-2018) إلى تعزيز العلاقات العسكرية، كما تمثل تذكيرًا ضمنيًا لبكين بأن موسكو قادرة ومستعدة للدفاع عن أقصى شرق البلاد قليل السكان.