طرد الإخوان من شبوة.. بداية الاستقرار ووقف نهب الثروات
كان طرد السلطة الإخوانية التي احتلت محافظة شبوة، قبل عامين من الآن، بمثابة خطوة رئيسية نحو تحقيق الاستقرار المعيشي في محافظةٍ لم يهنأ سكانها بثرواتها بسبب ممارسات قوى الاحتلال.
محافظة شبوة غنية بالثروات وتحديدا الثروة النفطية، على نحو كان من الممكن أن يضمن للمواطنين هناك استقرارا معيشيا لكن المليشيات الإخوانية كرّست نفسها لتصنع أزمات وأعباء على الجنوبيين.
تسليم مديريات العين وبيحان وعسيلان للمليشيات الحوثية كان جزءا من المخطط الإخواني المعادي للجنوب، في مسعى شيطاني هَدف إلى صناعة حالة واسعة من الفوضى في أرجاء الجنوب.
لكن الاحتلال الذي جثم على صدور الجنوبيين لم يكن أمنيا أو عسكريا وحسب، فقوى الإرهاب اليمنية تمادت في جرائم السطو والنهب التي استنزفت ثروات الجنوب على صعيد واسع، وصنعت أزمات معيشية واسعة النطاق.
وقاد محافظ شبوة السابق الإخواني محمد صالح بن عديو (الذي أطيح به قبل عامين من الآن)، عصابات أجادت سرقة ونهب ثروات الجنوب على صعيد واسع، وتهريبها إلى مناطق سيطرة المليشيات الحوثية.
ممارسات قوى الاحتلال أعاقت الجنوب من أن ينتقل إلى مرحلة آمنة معيشيا على صعيد توفير الخدمات، على الرغم من توفر المقدرات لذلك، إلا أن حرب الخدمات المروعة أحدثت كارثة معيشية مروعة ليس فقط في شبوة، لكن أيضا في أرجاء الجنوب.
إزاحة السلطة الإخوانية وتعيين محافظ جديد هو عوض ابن الوزير، كان بمثابة أولى خطوات الاستقرار في محافظة شبوة، والقضاء على معالم الفوضى التي غرسها تنظيم الإخوان بعد احتلاله للمحافظة في أغسطس 2019.
عملت السلطة الجديدة في شبوة على معالجة إرث طويل من الفساد والاختلالات والفوضى المعيشية التي غرستها المليشيات الإخوانية على مدار سنوات احتلالها للمحافظة، حتى باتت شبوة تشهد خطوات متقدمة على صعيد تحقيق الاستقرار.
ولم تكن هذه الحالة لتتحقق من دون جهود موسعة بذلها الجنوب على الصعيد العسكري وعبر قواته المسلحة، فالأمر لم يقتصر على دحر المليشيات الحوثية من مديريات العين وبيحان وعسيلان عبر عملية إعصار الجنوب لكن الأمر تضمَّن المحافظة على هذه المكتسبات الأمنية.
ومثّلت جهود القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الجنوبية بمثابة حماية وحصانة للمخططات المشبوهة التي سعت لإعادة الانقضاض على شبوة أمنيا كما فعلت المليشيات الإخوانية عبر محاولة إثارة توترات أمنية إلا أن الجنوب وقف بالمرصاد أمام هذه المخططات.
وعاشت شبوة بعد دحر المليشيات الإخوانية، مرحلة جديدة من غرس دولة القانون، وإعلاء كلمته بما ساهم في العمل على تحقيق الاستقرار وتهيئة المجال أمام تنمية اقتصادية يوثقها الكثير من الخبراء.