مسار السلام في خطر

الأربعاء 10 يناير 2024 18:01:10
مسار السلام في خطر

رأي المشهد العربي

لم يعد خافيًّا أن عمليات التصعيد والاستفزاز المستمرة من قِبل المليشيات الحوثية وكذلك الإخوانية وقوى الإرهاب المنضوية تحت لوائهما، تهدف جميعها إلى ضرب مسار السلام.

قوى الإرهاب كثّفت من اعتداءاتها في مختلف جبهات الجنوب خلال الأيام القليلة، وتحديدا في محافظتي شبوة وأبين.

تصعيد قوى الإرهاب مثّل محاولة لإيصال رسالة مفادها أن المليشيات الإرهابية موجودة على الأرض، وأنها عازمة على التمادي في استهداف أمن الجنوب.

هذا الاستهداف والاستفزاز سواء عبر الاعتداء المباشر أو من خلال تحركات عسكرية تحمل إشارات واضحة كما فعل تنظيم الإخوان، لا يمكن فصلها عن الحراك السياسي القائم على مسعى التوصُّل إلى تسوية سياسية بشكل أو بآخر.

مع تفاقم الاعتداءات على الجنوب، كان من الملاحظ أن هناك حالة من الصمت أثيرت إزاء هذا الاستهداف، وكأن شيئًا لا يحدث على الأرض.

قد يكون ذلك مفهوما أنه يأتي في سياق أن الأمم المتحدة تريد بأي طريقة تمرير مشروعها للسلام في مسعى لوضع حد للحرب.

صحيح أن التوصل لهذه النتيجة أمرٌ محمودٌ على الأقل لتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين وهو شعار بدا واضحا في الخارطة الأممية.

لكن في الوقت نفسه، فإنّ هذا المسار لا يمكن أن يكون على حساب الجنوب، ولعل هذا يتضح في أن القيادة السياسية المتمثلة في المجلس الانتقالي تتخذ ما يلزم من إجراءات وتدابير تحمي أمن الجنوب واستقراره.

تأكيدات الجنوب على التزامه بالعمل على حماية أراضيه من أي تهديدات، هي ترجمة بشكل أو بآخر لحقيقة أنه لن يكون معنيًّا بأي مسار للسلام لا يضمن تحقيق تطلعات قضية شعبه، بما في ذلك وقف أي اعتداءات عسكرية كجزء أصيل من مسار استعادة الدولة.

يعني ذلك أنّ أي محاولة للتغاضي عن التهديدات التي يتعرض لها الجنوب على الأرض فلن تكون إلا مضيعة للوقت لعملية سلامٍ لا يمكن أن تكتمل إلى بدورٍ وحضورٍ جنوبي كامل.