قناة عدن المستقلة و خطابها المنجز
ترتفع الكلمة الصادقة في مقامها وموقعها إلى سياقها الخطابي الذي يقتضي فعل إنجازه في الواقع، فقد جاءت تحية عبدالعزيز الشيخ في قصدها المتنزن تجاه قلمين يسوقان رأيين متقابلين حينا ومتعاكسين حينا آخرا، وشكلت عمود الرحى الذي تجمد أمامه خلل التوازن في الخطاب الاعلامي بشقيه الموافق لقناة عدن المستقلة ودورها الوطني من جهة والمعارض لها من جهة أخرى.
لقد تجلت التحية خطابا تميز بانفتاحه وقفزه فوق الخطابين ( الموافق للقناة والمعارض لها) وتميزت أنها ارتفعت ألى مقام خطاب لايميل إلى الأول ولاينتقص من الثاني رغم توجهات البعض للنيل من القناة بوصفها صوتا جنوبيا متحركا قبل النيل من شخص رئيس القطاع، وهنا بدت مقصدية التحية في بعدها الوطني وتمثيلها لموقف الإعلام الجنوبي وقصده في تمثيل القضية الجنوبية والحفاظ على توازن الرأي العام وتقبل حركية النقد في بعده الايجابي وهو بذلك لاينفصل عن الخطاب الموافق للقناة والمؤيد لها، وعليه نؤكد أن ما جاء في تحية الشيخ يقتضي ربطها بموقف تجاه ما تريد قوله بصدق للجميع أن قيادة القناة لها أهداف تعمل على إنجازها وأن الواقع لايسمح بضياع الوقت عبثا في المناكفات وأن يكون للقناة نظرة عميقة وواقعية في تقدير جميع المواقف وقبول الإيجابي وغض الطرف عن السلبي، واستثمار الجهود في الأمور النافعة للجنوب وقضيته العادلة دون توقف.
إن قبول نقد الأخر يساهم في لحمة النسيج الاجتماعي الجنوبي، ويشكل أعلى درجات وعي الخطاب الاعلامي في مختلف توجهاته السياسية والاجتماعية والثقافية، فلا يقدم على شيء دون التفكير فيه، ولايلتفت لصغائر الأمور ولايفعلها، ذلك ماتميزت به قناة عدن المستقلة في تعاملها مع الحملة المغرضة في سعي بعضها بقصد من النيل منها وانتقاص قدرها ودورها الذي لاينكره الا جاحد، وهناك من ينتقد رغبة في الإصلاح وتحسين الأداء، وهنا تجلت عملية الأداء الوظيفي للإعلام الجنوبي وتعامله الرفيع مع القضية فكان ختامها مسك في ما صدر عن رئيس قطاعها عبدالعزيز الشيخ الذي قدم خطابه أنمووذجا في التعامل مع مفهوم الخطاب الاعلامي الجيد الهادف إلى تكثيف توجهات القناة في تبليغ القضية الجنوبية وتبصير المتلقي في الداخل والخارج قصد التأثير فيه وإقناعه بفعل كل ماهو نافع لدعامة التحرير والاستقلال ودعامة الحياة المستقيمة لشعب الجنوب.
وأخيرا نقول: من يفعل الخير لايعدم جوازيه لايذهب العرف بين الله والناس، وفعل ذلك تجلى في منشور كتبه الإعلامي حمدي في قول تميز بالثناء والعرفان لقناة عدن ودورها في تطويره وصقل موهبته، وشكره لقيادتها ممثلة بمختار اليافعي وعبدالعزيز الشيخ الذي صورت تحيته لوحة جميلة في موقف عسير ، قدم فيها رأيا واقعيا محدداته سليمة وأحكامه منصفة بعيدة عن المبالغة والشطط، انصفت القناة وأظهرت دورها الوطني الكبير في إبراز مواهب شباب الجنوب وتطويرها، وهنا وضعت الحجة للخارجين منها ونتمنى لهم التوفيق ونتمنى لقناة عدن المستقلة مزيدا من التقدم والنجاح إنها قناة الجنوب ونافذته المشرقة على الدوام.