مجزرة رداع وجرس الإنذار
رأي المشهد العربي
مثّلت المجزرة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية في مدينة رداع بمحافظة البيضاء، أحدث صنوف الإرهاب التي مارستها المليشيات الإرهابية المدعومة من إيران.
المجزرة التي خلّفت 45 قتيلا وجريحًا، أثارت الكثير من التنديد من قِبل المجتمع الدولي، في أعقاب ارتكاب المليشيات الحوثية هذا الاعتداء الوحشي.
وأجمعت المواقف الدولية، على أن المجزرة التي ارتكبتها المليشيات الحوثية تشكل انتهاكًا خطيرًا لحقوق الإنسان، وذلك بعدما أقدمت على تفجير ثمانية منازل في حي الحفرة بمدينة رداع، منها منزلان دمرا على رؤوس ساكنيهما.
دماء المجزرة الحوثية التي لم تجف حتى الآن، أعادت الحديث مجددا عن طريقة التعاطي الدولي مع الإرهاب الحوثي، فعلى الرغم من تنديد العديد من الأطراف بما ارتكبته المليشيات الحوثية من اعتداء وحشي إلا أنه لا يزال الباب مفتوح أمام هذا الفصيل ليتوسع في إجرامه.
يمكن القول إن المجازر التي ترتكبها المليشيات الحوثية تأتي مدفوعة بما مارسه المجتمع الدولي على مدار الفترات الماضية من تراخٍ واضح في التعامل كما يجب أن يكون مع الإرهاب الذي أثارته المليشيات الحوثية.
مجازر الحوثي المروعة والوحشية تؤكد مجددا أن النهج الذي اتبعه الجنوب كان الأكثر حنكة في مكافحة الإرهاب، وهذا النهج اعتمد على خيار مكافحة الإرهاب وتضييق الخناق عليه بكل الطرق الممكنة.
المليشيات الحوثية نفسها ذاقت كمًا هائلًا من الخسائر على يد الجنوب في ترجمة واقعية وفعلية لهذه السياسة الحازمة التي أثبتت جدواها وفاعليتها في تقويض الإرهاب الحوثي.
هذا النهج يجب أن يكون شعارًا أصيلًا في الضغط على المليشيات الإرهابية على النحو الذي يساهم في فرض الاستقرار ووضع حد للمليشيات الإجرامية.
في الوقت نفسه، فإنّ الصمت على أي ممارسات إرهابية ترتكبها المليشيات الحوثية من شأنه أن يشكل خطرًا حادًا على الأمن، ويفتح الباب أمام تفاقم إرهابها، وهو أمر سيدفع الجميع ثمن الصمت عليه.