العفو الدولية تكشف تفاصيل جديدة عن مأساة عمال مونديال قطر
حمد بن خليفة مع بلاتر رئيس الفيفا السابق
كشف تحقيق أجرته منظمة العفو الدولية أن شركة هندسية تشارك في بناء البنية التحتية لكأس العالم 2022 استفادت من نظام الكفالة السيئ السمعة في قطر، لاستغلال عديد من العمال المهاجرين.
ولم تسدد الشركة للعمال آلاف الدولارات المستحقة كرواتب ومزايا، الأمر الذي جعلهم محاصرين ومفلسين في تلك الإمارة، وفق تحقيق المنظمة.
وقال ستيف كوكبرن، مدير قسم القضايا العالمية في منظمة العفو الدولية، الأربعاء، إن "العديد من موظفي شركة (Mercury MENA) في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قدموا تضحيات هائلة وقروضاً مدمرة للعثور على وظيفة في قطر".
وأضاف، في الوقت نفسه، أنه "انتهى بهم المطاف بالعمل بدون أجر لعدة أشهر وتخلى عنهم نظام لم يحمهم".
ودعت منظمة العفو الدولية النظام القطري إلى ضمان حصول موظفي الشركة السابقين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على حقوقهم، وإصلاح نظام "الكفالة" الذي يسمح لعديد من الشركات باستغلال العمال المهاجرين.
منع المستحقات
وأجرت المنظمة، بين أكتوبر/تشرين الأول 2017 وأبريل/نيسان 2018، مقابلات مع 78 من موظفي الشركة السابقين من الهند ونيبال والفلبين، الذين تدين الشركة لهم بمبالغ كبيرة.
وقال معظمهم إن الشركة عليها مستحقات تتمثل في رواتب ومزايا، فيما وجدت أبحاث منظمة العفو الدولية أن تأخير الشركة في سداد الرواتب بدأ في شهر فبراير/شباط 2016، وأصبح أكثر تكرارا في عام 2017.
وبموجب نظام الكفالة في قطر، تتمتع الشركات بالسلطة لمنع العمال من مغادرة البلاد أو تغيير وظائفهم، ما يحد من قدرتهم على الهروب من الإساءات أو التنديد بسوء علاجهم.
وعود وهمية بالإصلاحات
رغم الوعد بالإصلاحات الرئيسية في عام 2017 وإلغاء تصريح الخروج لمعظم العمال المهاجرين في أوائل سبتمبر/ أيلول 2018، فإن قانون العمل في قطر لا يفي بالمعايير الدولية.
ولا يزال بإمكان أصحاب العمل منع الموظفين من تغيير وظائفهم في قطر، وأحيانًا لمدة 5 سنوات. والذين يغيرون وظائفهم دون إذن من صاحب العمل متهمون بـ"التسرب"، وهي جريمة جنائية يمكن أن تؤدي إلى اعتقالهم أو طردهم.
وترى "العفو الدولية" أنه "للأسف، فإن استغلال العمال المهاجرين أبعد ما يكون عن حالة معزولة"، مشددة بقولها: "سنواصل الضغط على قطر حتى تفي بوعدها بإصلاح نظام الكفالة".
سجل قطر في الانتهاكات
تحظى قطر بسجل من المخالفات السافرة التي رصدتها الجمعيات الحقوقية أثناء عمليات بناء الملاعب والمرافق الخاصة بتنظيم مونديال 2022، التي تسببت في مقتل المئات.
وتوشك قطر على الدخول في أزمة حادة لنقص مواد البناء خلال شهرين، بالتزامن مع وضع شركات متعددة الجنسيات خططا للمغادرة، فيما تدرس شركات أخرى تقليص حجم الأعمال.
وتشمل حزمة المشروعات المهددة بتوقف تنفيذها مشاريع إنشاء 8 ملاعب حديثة، وشبكة مترو أنفاق في الدوحة، و60 ألف غرفة فندقية، فضلاً عن اضطرار شركات المقاولات والتصميمات الهندسية البريطانية والأمريكية التي تلعب دورا رئيسيا في إنشاءات كأس العالم إلى إعادة تقييم استثماراتها ووجودها في قطر.