من واقع الظلم بدأت رحلة الانتصار

من واقع الظلم بدأت رحلة الانتصار

كتب / فؤاد جباري

بعد مرور ثلاثة عقود من إعلان الحرب علينا من قبل قوات الاحتلال الشمالي، نعيد استحضار فترة من الظلم والاستبداد التي عانينا فيها. فقد مضت ثلاثة عقود منذ تلك اللحظة الدموية التي شهدت استباحة دمائنا ومصادرة حقوقنا وكرامتنا تحت مسميات عدة وتحت غطاء الدين.

ومع كل ذلك، لم تنته الأطماع الشمالية، بل استمرت بشكل مختلف؛ فاليوم لازلنا نواجه تهديدات جديدة، حيث تُصدر مليشيات الحوثي فتاوى بقتلنا واستباحة دماءنا باعتبارنا داعشيين مثلما عملها عفاش وحزب الإصلاح من قبل واعتبرونا شوعيين، في مفارقة تجسد وحشية الظلم والتطرف واستغلال الدين لصالح السياسة والمصالح.

وسط هذه الأطماع، يظل شعبنا الجنوبي واقفًا شامخًا كشموخ شمسان، يناضل من أجل أرضه وكرامته وحريته لاستعادة دولته، ومثلما رحل عفاش سيرحل الحوثي وغيره، ونبقى نحن مادمنا أصحاب الحق.

نحن اليوم وبكل فخر، ومن جبهات القتال، ندوس الطامعين ونسقيهم الموت، معلنين للعالم أننا متمسكون بحقوقنا الطبيعية والمشروعة في سيادة أرضنا، فلا وصي عليها غيرنا، وأثبتنا بإصرارنا وعزيمتنا أن الحق يبقى والباطل يزول.

في هذه اللحظة، ينبغي علينا كجنوبيين أن نقف صفًا واحدًا في معركتنا المقدسة ضد الأطماع الشمالية أيًا كانت، فلدينا اليوم عدوًا أقذر وأنجس، لا يريد فقط احتلال أرضنا وسفك دمائنا، بل تغيير ملة ومعتقدات وأفكار وثقافة أجيالنا القادمة... وهذا لن يحدث أبدًا مادمنا على قيد الحياة.

مسيرتنا كجنوبيين اليوم نحو الحرية والكرامة والاستقلال تعكس قوة الإرادة والثبات، وتذكر العالم الحر بضرورة مواجهة الظلم والاستبداد في كل مكان. إننا نمثل رمزًا للصمود والصراع من أجل العدالة والحرية والسلام في عالم اليوم.
#غزو_الشمال_للجنوب