تحليل: للتذكير ليس إلا

الأحد 28 إبريل 2024 21:14:24
تحليل: للتذكير ليس إلا

للتذكير ليس إلا

ثابت حسين صالح*

يوم ٢٧ أبريل ١٩٩٤م هو اليوم الذي أعلن فيه الصريع علي عبدالله صالح الحرب الغادرة على الجنوب قيادة وجيشا وشعبا.

حيث كان خطابه ذلك اليوم أمام حشد من القبائل والأحزاب ومشائخ الدجل في ميدان السبعين بصنعاء ، كان إشارة بدء عمليات الغدر بالوحدات العسكرية الجنوبية التي كانت قد انتقلت إلى مناطق عمران وحرف سفيان وخولان وذمار ويريم وفقا لاتفاق "كلفتة" اللجنة العسكرية المشتركة.

حيث كانت نية نظام صنعاء مبيتة مع سبق الاصرار والترصد لاستدراج القيادة الجنوبية التي تعاملت مع ذلك الحدث بحسن نوايا أقل ما توصف اليوم بانها كانت ساذجة ومخدوعة.

فتم بالفعل الغدر بهذه الوحدات قتلا وتدميرا أو حصارا من قبل قوات صنعاء التي شاركت إلى جانبها قبائل الشمال...على الرغم مما ابدته الوحدات الجنوبية من بطولة واستبسال وخاصة في عمران وذمار...

ووسط تاييد شعبيةوحزبي يمني، وفتاوى مشايخ حزب الإصلاح، هاجمت قوات الجيش اليمني مسنودة بقبائل الفيد وجماعات الارهاب "الأفغان العرب" ...الخ.
تلك الحرب التي اطلق عليها إعلام نظام صنعاء "حرب تثبيت الوحدة والدفاع عن "الشرعية"، ثم حرب "الردة والانفصال"...

ولا يتسع الحيز هذا لسرد تفاصيل هذه الحرب التي قضت على الوحدة وحولتها إلى ضم والحاق واحتلال الجنوب من قبل نظام صنعاء وفرض نظام الجمهورية العربية اليمنية بدلا من النظام المتفق عليه كبديل للنظامين.

لكن الأهم اليوم وأكثر من أي وقت مضى هو استيعاب دروس تلك التجربة المريرة للجنوب مع نظام صنعاء العسقبلي الثيوقراطي، وعدم تكرار الوقوع في مثل تلك الأخطاء الاستراتيجية القاتلة،حتى لا يلدغ الجنوب من نفس الجحر مرة أو مرات أخرى.

ونحمد الله إذ استطاع شعب الجنوب بفضل الله وبفضل تضحيات الشهداء والجرحى ودعم التحالف العربي طرد الغزاة القدامى والجدد.

ويبقى الأهم استكمال تحرير الجنوب سياسيا واقتصاديا لانقاذ الشعب من وطأة حروب الخدمات...وهذا يتطلب الوقوف صفا واحدا خلف القيادة الجنوبية ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي ورئيسه عيدروس الزبيدي لمواجهة التحديات الداخلية والتهديدات والضغوطات الخارجية.

*باحث ومحلل سياسي وعسكري