رسائل تاريخية للرئيس الزُبيدي.. الجنوب يرد على حرب الخدمات
رسائل شديدة الأهمية بعث بها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي، نائب رئيس المجلس السياسي، حسمت موقف الجنوب من الوضع الراهن على الأرض.
رسائل الرئيس الزُبيدي تزامنت مع استمرار حالة التردي المعيشي الذي يعانيه الجنوب منذ فترة طويلة، وهو ما يفتح الباب نحو مزيد من الإجراءات التي يتخذها الجنوب في مواجهة هذا الاستهداف.
الرسالة الأهم التي بعث بها الرئيس الزُبيدي تمحورت حول مدى التعاطي مع الوضع الراهن، وكان القائد واضحًا وهو يقول إن استمرار الوضع القائم لم يعد مقبولا.
لم يتوقف الأمر عند ذلك، لكن الرئيس القائد أكَّد بلهجة واضحة لا تحتمل أي تأويل، المجلس الانتقالي الجنوبي لن ينتظر إلى مالانهاية تجاه فشل الحكومة وعجزها، واستمرار تدهور الأوضاع المعيشية، ووصولها إلى حد فاق قدرة الجنوبيين على الصبر والتحمّل.
تصريحات الرئيس القائد جاءت خلال ترؤسه اجتماعا لبحث حلول عاجلة لوقف التدهور المتسارع للأوضاع الاقتصادية والخدمية.
وعُقد الاجتماع بحضور عدد من أعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، ورؤساء الهيئات بالمجلس، ووزراء المجلس في الحكومة.
صرح الرئيس خلال الاجتماع، بأن المجلس الانتقالي، كيان سياسي من شعب الجنوب وإليه، ولن يكون أبداً بعيد عن معاناته، كما أن لديه من القدرة والشجاعة ما يكفي لتحّمل مسؤولياته الوطنية تجاه الجنوبيين.
أضاف الرئيس أن مشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي، في مجلس القيادة والحكومة، كانت من منطلق الحرص على توحيد القوى والجهود لمواجهة العدو المشترك المتمثل في مليشيا الحوثي الإرهابية.
وأوضح أن هذه المشاركة كانت بهدف أيضًا رفع المعاناة عن الجنوبيين وتوفير الخدمات، غير أنه شدد في الوقت نفسه، على أن وصول الأوضاع المعيشية إلى هذا المستوى من التردي، يحتّم على المجلس إعادة النظر في جميع قراراته وخطواته المستقبلية، بما يخدم مصالح شعب الجنوب وقضيته الوطنية.
الرئيس الزبيدي كلف الحاضرين في ختام الاجتماع، بالبقاء في حالة انعقاد دائم، لتدارس الحلول العاجلة والممكنة في هذه الظروف الاستثنائية.
تصريحات الرئيس الزُبيدي تحمل أهمية بالغة، ويمكن وصفها بالاستثنائية، وأنها تتناسب مع طبيعة المرحلة الحالية.
فتوقيت هذا الموقف الجنوبي الحازم له دلالة واضحة، حيث حرص المجلس الانتقالي على التأكيد على أنه لن يلتزم الصمت طويلا إزاء ما يحدث على الأرض.
الرسائل الجنوبية تبدو واضحة أكثر من أي وقت مضى، وتمثل ترجمة حقيقية للتطلعات الجنوبية، ومفاد ذلك أن القيادة الجنوبية تعي جيدا حجم المعاناة التي يكابدها الجنوبيون وأنها لن تسكت على ذلك.
الجانب الآخر من الرسائل الجنوبية تتمثل في أن القيادة يبدو أنها عقدت النية وبشكل واضح على اتخاذ الإجراءات اللازمة التي تحمي التطلعات الجنوبية.
وفيما لا يمكن الجزم أو التكهن بالإجراءات التي من الممكن اتخاذها، إلا أن محللين كُثر أكَّدوا أن الجنوب بصدد اتخاذ اللازم بما يضمن المحافظة على سيادته الوطنية بجانب إحداث نقلة نوعية في الوضع المعيشي الذي يُسجل بالأساس حالة من التردي.
على الصعيد الشعبي، فإنّ الشعب الجنوبي يفوِّض قيادته السياسية لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة التي تضمن تحقيق هذا التحسن على صعيد الأوضاع المعيشية.
وهذا التفويض يحرص الجنوبيون على تجديد التأكيد عليه، ليكون بمثابة انغماس جنوبي في تحسين أوضاع معيشة مواطنيه، وحماية ثرواته من جرائم السطو والنهب التي تطالها.