ليس تعليقاً على البيان الانتقالي

الإعلانُ عن أن المجلس في حِلّ من أي التزام مع الشرعية وحكومتها موقف سياسي - وإن تأخر كثيراً - جدير بالثبات عليه، لجوهريته، فهو موقف شهداء الجنوب وشعبه الثائر ، وإن تكن الحرب وظروفها منحت هادي وشرعيته مأوى موقتاً لعله يراجع مواقفه من الإرادة الشعبية، فإنه وقد أثبت العكس مراراً، ضداً عليها، لم يعد هناك ما يبرر أي شكل من أشكال العلاقة السوية، بشرعية نسيت غريمها الحوثي في صنعاء، وتفرغت لحرب أخرى في عدن والجنوب عامةً، حتى لم يعد للتعاطف معها مدلول، سوى السير نحو المجهول العبثي

لا شرعية دستورية في اليمن، فهناك كهنوت سياسي يدير صنعاء ويتعامل معه العالم، وهناك لصوص لبسوا رداءً حكومياً ليعبثوا كسابق عهدهم، وهم لا وجود لهم في صنعاء، واستمرؤوا العبث في المأوى الموقت، ولم يتركوا لمن آواهم أن يبرر المزيد من جرائمهم؛ لذا فالجنوب لا خيار أمامه سوى أن يدير نفسه، بعد أن سقط قناع الشرعية، من دون أن يصغي لإرجاف المرجفين في المدينة، ففاقد الشرعية لا يعطيها.

لعل جندياً ما في عدن يقول للصوص الشرعية - بتصرّف - ما قيل لجان فالجان في رواية "البؤساء" مع اختلاف اللحظة: "معاشيق ليست فندقاً!"