خارطة طريق أمام الإرهاب الحوثي.. الرئيس الزُبيدي يستعرض ملامح الفرصة الأخيرة للتسوية الشاملة
في خضم التهديدات والتحديات الراهنة، رسم الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، خارطة تتضمن مسارات واضحة حول كيفية التعامل مع هذه التحديات.
الرئيس الزُبيدي حرص على توضيح هذا المسار الذي يقود إلى تسوية مستدامة، وذلك خلال مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتحديدًا خلال جلسة المناقشة المفتوحة رفيعة المستوى في مجلس الأمن، بشأن تسخير القيادة من أجل السلام، والتي أقيمت تحت شعار "متحدون في احترام ميثاق الأمم المتحدة سعياً لمستقبل آمن"، في إطار البند المعنون "صون السلام والأمن الدوليين".
كلمة الرئيس الزُبيدي أثارت تفاعلًا كبيرًا كونها فتحت الباب أمام حتمية العمل على مواجهة التحديات الراهنة، ووضع حد للصراع المتفاقم وما تسبب فيه من كوارث إنسانية لحقت بالسكان على صعيد واسع.
الرئيس الزُبيدي حرص على الإشارة إلى أن الصراع أدى إلى فقدان مئات الآلاف لأرواحهم البريئة، كما أصبح الملايين على حافة المجاعة وذلك من جراء الإرهاب الذي مارسته المليشيات الحوثية.
حرص الرئيس الزُبيدي على تأكيد حجم المعاناة الإنسانية التي يواجهها السكان، وتحديدًا النساء والأطفال، بجانب تعرُّض العاملين في المجال الإنساني والأمم المتحدة، للاعتقال والإخفاء القسري، فضلا عن تزايد نشاط الجماعات الإرهابية في حين تسود حالة من الافتقار للإرادة السياسية الدولية لإنهاء الصراع.
غياب الإرادة الدولية في هذا الإطار، كانت عواقبه ما يحدث حاليًّا في البحر الأحمر جراء الهجمات التي تشنها المليشيات الحوثية في استهداف الأمن البحري والتجارة الدولية.
الرئيس الزُبيدي أرجع هذا الأمر إلى فشل المجتمع الدولي في إنهاء الصراع وعدم التعامل بجدية مع هكذا ممارسات، في إشارة إلى حتمية الاستمرار على هذا النهج.
الرئيس الزُبيدي طالب بأن يكون هناك نهج جديد شامل لانهاء الصـراع في اليمن وإلى استعادة السلام الذي يستحقه المواطنين، من خلال خارطة طريق تتضمن نقاطًا واضحة عبر عنها الرئيس القائد.
أولى الخطوات تتمثل في ضرورة احتواء التهديد الذي يشكله الحوثيون على الأمن العالمي والإقليمي واليمني، وإرسال رسالة واضحة مفادها أنه لا يمكن أن يستمر عنف واستبداد الحوثيين دون عقاب.
العنصر الثاني في خارطة الطريق تتضمن الحاجة إلى جهد جماعي لتمكين مجلس القيادة الرئاسي من إنهاء العبث والفوضى الذي يمارسه الحوثيون.
ثالث الخطوات تتضمن بُعدًا إنسانيًّا، حيث شدد الرئيس القائد على ضرورة العمل على إنهاء المعاناة الإنسانية ومعالجة الأوضاع الاقتصادية المتفاقمة التي يعاني منها المواطنون.
الرئيس الزُبيدي شدد على أهمية هذه الخطوات التي يمكن أن تقود إلى عملية سياسية شاملة بقيادة يمنية ورعاية إقليمية ودولية لضمان حل سياسي مستدام.
رؤية الجنوب التي عبر عنها الرئيس القائد الزُبيدي، لابد أن تكون منظورة بشكل جيد وفعال من قِبل المجتمع الدولي في إطار العمل على مجابهة التحديات الراهنة، لا سيما وضع حد للمخاطر التي تشكلها المليشيات الحوثية على الساحة.
وقد تكون هذه الفرصة هي الأخيرة أمام القدرة على وضع الملامح الرئيسية لمسارات التسوية السياسية في الفترة المقبلة، علمًا بأن التغاضي عن هذا الأمر من شأنها أن يفاقم الأوضاع المعيشية بشكل كبير.