خطاب الكارثة
تعصف المصائب والكوارت بالبلاد و"رئيسنا" يوصي الناس بالصبر ويعدهم بالفرج، يقول إنه يعرف معاناة الشعب، لكنه لم يقل ما هي الخطوات التي اتخذها لرفع هذه المعاناة.
لقد تجاهل "الرئيس الشرعي" المظاهرات والاحتجاجات التي تجتاح المدن المحررة مطالبة بلقمة عيش وحياة كريمة، وظهر بكامل أناقته، يطمئنا على صحة فخامته!.. فرئيسنا الشرعي لم يتمكن حتى الآن من تغيير حكومة بلغ فسادها عنان السماء، وتدنى أداؤها إلى الصفر، وهي حكومة كاملة، تعيش في الخارج منفصلة عن معاناة الشعب، تتكون من حوالي 40 وزيراً، بالإضافة إلى نوابهم ووكلائهم وطواقمهم، لم تقدم حلاً واحداً لأزمة واحدة من أزمات البلاد.
الرئيس عقد منذ أيام اجتماعاً عقيماً سقيماً مع الحكومة الفاشلة لمواجهة انهيار العملة المحلية، وخرجوا لنا بـ"لا شيء".
لم يخطر على باله أن استبدال هؤلاء بحكومة حرب مصغَرة، وذات كفاءة، سيساهم في توفير مبالغ مهدرة للدولة، وسيحسن من أداء شرعيته الذي وصل للحضيض.
إن أبناءنا يُغتالون، وأهلنا يهلكهم المرض، وبيوتنا خالية من قوت يومها، وأولادنا لا يستطيعون مواصلة تعليمهم، كل ذلك بسبب تردي الأوضاع الأمنية والصحية والاقتصادية والطبية، ثم تأتي أنت، ملء الشاشة، تقول لنا: أنتم في مقلتَي؟!
إنه خطاب غير مدروس، وغير مقبول، وفيه تسطيح لعقول الناس واستخفاف بمعاناتهم، وقد أتى في توقيت صعب جداً وسيساهم - بلاشك - في تأجيج الشارع الذي طفح به الكيل وفقد الأمل في الكثيرين بمن فيهم "فخامته".