التردي المعيشي في الجنوب العربي.. هل يقود لانتفاضة شاملة؟
من بين جُملة التحديات التي تفرض نفسها على الجنوب العربي في الوقت الحالي، فإنّ الأوضاع المعيشية المتردية التي يعيشها الوطن تأتي على رأس هذه التحديات وأكثرها أولوية.
التردي المهول الذي تشهده الأوضاع المعيشية يفتح الباب أمام انفجار غضب شعبي ضد قوى الشر وتيارات الاحتلال التي تتوسع في عدوانها ضد الجنوب.
وتتجه الأمور نحو اشتعال هذا الغضب بعدما برهنت قوى الاحتلال على أن شغلها الشاغل هو العمل على إثارة تحديات مسعورة ضد قضية شعب الجنوب العادلة.
النقاش في هذا الملف تم خلال الاجتماع الموسع الذي ترأسه علي عبدالله الكثيري، القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس الجمعية الوطنية، والدكتور ناصر الخبجي، رئيس الهيئة السياسية، رئيس وحدة شؤون المفاوضات في المجلس، لرؤساء نقابات عمال الجنوب وممثلي الاتحادات ومنظمات المجتمع المدني والهيئة العسكرية الجنوبية.
الاجتماع حضره أعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي محمد الغيثي، رئيس هيئة التشاور والمصالحة المساندة لمجلس القيادة الرئاسي، وعمرو البيض، الممثل الخاص لرئيس المجلس للشؤون الخارجية، وفادي باعوم، وعبدالعزيز الجفري، وعبدالناصر الجعري، رؤية الاتحاد العام لنقابات عمال الجنوب، والاتحادات والهيئات العسكرية والأمنية.
اللقاء ناقش البرنامج التصعيدي المزمع تنفيذه احتجاجاً على التدهور الاقتصادي وسوء الأوضاع المعيشية.
ألقى الكثيري كلمة خلال الاجتماع، أوضح فيها إن هذا الاجتماع جاء بعد سلسلة لقاءات مباشرة مع جميع فئات المجتمع من أبناء الجنوب وقيادات وأعضاء الاتحادات بالمحافظات، للاستماع إلى مطالبهم والبحث عن حلول ومعالجات حقيقية للأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تمرُّ بها البلاد.
وأكد أن المجلس الانتقالي لا يقف ضد أي تحرك للمواطنين للاحتجاج السلمي والمطالبة بحقوقهم المشروعة، والضغط على المجلس الرئاسي والحكومة لإيجاد حلول للأزمات المتتالية التي تعصف بأبناء الجنوب.
وشدد على ضرورة التنبه لمحاولات القوى المعاديةاستغلال حالة الغضب الشعبي لتأجيج الفتنة وممارسة أعمال التخريب لتحقيق أجنداتها.
بدوره، أكد الخبجي أن المجلس الانتقالي يعطي أولوية قصوى للشعب الجنوبي للتعبير عن مطالبهم الحقوقية بطرق سلمية، ويسعى جاهداً للوقوف جنباً إلى جنب معهم لتبني هذه المطالب وتحقيق الاستقرار المجتمعي وإنهاء معاناة الشعب.
كما استعرض الخبجي في السياق، ما حققه المجلس الانتقالي الجنوبي من نجاحات كبيرة على الصعيدين السياسي والأمني، محلياً وخارجياً، الأمر الذي أكسب قضية شعب الجنوب اعترافًا من قبل العديد من الدول والجهات الإقليمية، مشيرا إلى أن المجلس الانتقالي، بقيادة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، يدير كل مرحلة بحكمة في ظل الوضع العالمي بالغ التعقيد.
كما ألقى كل من الغيثي والبيض كلمتين أكدا فيهما سعي المجلس الانتقالي للإصلاح الإداري في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، ووضع حد للتدهور الحاصل، والوقوف مع كافة المطالب التي تضمن حياة كريمة لشعبنا الجنوبي الصابر.
وشدد الاثنان على أهمية الحفاظ على ما تحقق من المكاسب الجنوبية والوحدة الوطنية لأبناء الجنوب، التي تُعد الركيزة الأساسية لتحقيق نجاحات مستقبلية أخرى على كافة الأصعدة.
وفي ختام الاجتماع، قدّم الحاضرون من رؤساء الاتحادات، عدداً من المداخلات التي تضمنت جملة من المطالب الحقوقية الفورية التي تشكل بالعموم مطالب شعب الجنوب.
كما جرى تقديم عدد من الرؤى والأفكار والمقترحات التي يمكن أن تساعد الحكومة على سرعة الاستجابة لهذه المطالب، ومعاقبة الفاسدين والمتلاعبين الذين تسببوا في هذا التدهور الكارثي الذي ينذر بحدوث مجاعة حقيقية.
هذا الحراك الشعبي الكبير يعني أن الأوضاع في الجنوب العربي تتجه نحو الانفجار الشامل في ظل الانهيار الشديد الذي يضرب مختلف القطاعات الحيوية.
وهذا التدهور الحاد هو نتاج فعلي لحرب الخدمات التي تشنها قوى الاحتلال ضد الجنوب العربي، وهي حرب تضمنت إشهار أسلحة عقاب جماعي ضد المواطنين مع العمل على تأزيم الوضع المعيشي بشكل كبير.
وتطوُّر الغضب الجنوبي من حرب الخدمات إلى انتفاضة شاملة وواسعة يظل سيناريو محتملًا بقوة، باعتبار أن الأوضاع المعيشية التي يشهدها الجنوب لا يمكن تحملها بأي حال من الأحوال.
ومن شأن الانتفاضة الجنوبية أن توجه ضربات قاصمة لقوى الشر اليمنية، علمًا بأن الجنوب يتعامل بعقل ورصانة في التعامل مع التحديات التي يتعرض لها الجنوب.