حسابات إيرانية تدفع الحوثيين إلى إدامة التصعيد وتسرع غريفيث مؤشر مبكر لاحتمالات الفشل
أشار مراقبون سياسيون إلى أن المواقف الحوثية المتصلبة تجاه الدعوات الأميركية لوقف الحرب في اليمن، تأتي ردا على تصعيد إدارة ترامب تجاه طهران أكثر مما تعد تعاطيا مع الموقف الأميركي تجاه الملف اليمني، وذلك بحسب ما أوردته صحيفة «العرب» اللندنية.
وواصل الحوثيون إرسال إشارات سلبية تجاه المواقف الدولية الضاغطة باتجاه التوصل إلى اتفاق سياسي، وفي هذا السياق قال محمد علي الحوثي رئيس ما يسمّى اللجنة الثورية العليا في الجماعة الحوثية، إنّ الولايات المتحدة وقادتها “هم من يجب عليهم وقف الحرب في اليمن”، في إشارة إلى عدم نية الحوثيين تقديم تنازلات حقيقية في أي عملية سياسية قادمة وسعيهم قدما إلى استغلال المواقف الدولية لتعزيز سياسة الأمر الواقع التي ينتهجونها منذ بداية الحرب.
وقلّل الكاتب والسياسي اليمني علي البخيتي من جدية التصريحات الغربية وإمكانية تحويلها خلال الفترة القليلة القادمة إلى رؤية متكاملة لإحلال السلام في اليمن، مشيرا إلى أنّها تأتي في إطار إعلامي حتى اللحظة.
وقال البخيتي في تصريح لـ«العرب»، “عندما تزداد ضغوط منظمات المجتمع المدني والكثير من الجهات الحقوقية في أوروبا والولايات المتحدة نشهد الموقف الغربي بين الفينة والأخرى يتصاعد لوقف الحرب في اليمن، وباعتقادي أنّ هذه تصريحات موجّهة للاستهلاك الداخلي في الدول الغربية الفاعلة في الملف اليمني، ولكن في المقابل لا تمارس تلك الدول ضغوطا جدية لوقف الحرب، لذلك نجد أنّ الضغوط تتركز بالدرجة الأولى على التقليل من الكلفة البشرية للمعارك”.
وعلى إيقاع المطالبات الغربية بإنهاء الحرب في اليمن واستئناف المباحثات السياسية بين الفرقاء اليمنيين، أعلنت وزيرة الخارجية السويدية مارغوت فالستروم، عن استعداد بلادها لاستضافة مشاورات السلام القادمة بين الحكومة اليمنية والحوثيين التي ترعاها الأمم المتحدة، دون أن تحدد الوزيرة موعد المشاورات المرتقبة.
وقالت مصادر سياسية لـ«العرب» إن عرضا بريطانيا باستضافة المشاورات لم يكتب له النجاح في ظل علامات استفهام متزايدة حول التحول اللافت في موقف لندن الذي بدا أكثر مهادنة للمتمردين الحوثيين خلال الآونة الأخيرة.
ووصف مراقبون سياسيون تحركات المبعوث الأممي إلى اليمن لعقد جولة مشاورات في نوفمبر الحالي بأنها محاولة لالتقاط حالة الضغوط الدولية المتسارعة الداعمة لرؤيته، مؤكدة أن التسرع الذي أبداه غريفيث لعقد المشاورات من دون أن يحرز أي تقدم جوهري في خطته لبناء الثقة، مؤشر مبكر على احتمالات فشله.