التاريخ حين يقول تصمد.الحقيقة وينهار التدليس!
صالح علي الدويل باراس
- 27 ابريل 94 …يوم غَدَرَ الغادرون
- الانتقالي والدورة 87 للجمعية العامة*
- تحرير قطاع الاتصالات
- ترشيد الخطاب
✅ من التاريخ وله وفيه عبر ، ومابناه الكذب والتدليس ، ينفي خبثه التاريخ ، فيثمر وعيا مزورا وقتلا وخرابا وفشلا!!
✅ لا توجد وحدة سياسية يمنية ، ولا شعب يمني واحد ؛ بل ؛ شعوب تجمعها مصالح أو تفرقها مصالح ، فابن اسحاق يروي عن "وهب بن منبه " وهو من مؤسسي الوعي باليمانية قوله عندما سئل : ( هل ابوهم هود "؟ فقال : لا ؛ ولكن وقعت الفتن بين العرب وفخرت " مضر " بابيها " إسماعيل " ، فادعت اليمن " هودا " ليكون لهم ابا من الانبياء )!! ، افتراء على نبي لمنافرات جاهلية!! ، ثم أسس وعيا تلفيقا، صار وحدة أرض وشعب !!. فالأصل تاريخيا ، أن لا شعب يمني واحد ، بل جهة تعني الجنوب ، سكنتها قبائل واحلاف قبلية ، انشأت دولها حسب مصالحها !! لا تجمعها وحدة ؛ بل ؛ انفصال سياسي وانفصال وحضاري .
✅ سياسيا ، دول متنافسة متحاربة وليست موحدة مندمجة ، وحضاريا ، وحدة الدين أهم ملمح للوحدة الحضارية، فوحدة الحضارة المصرية مثلا توحدها منظومة آلهة وثنية ذات قداسة واحدة، وهي منتفية في الوثنية اليمنية ، فلكل شعب من شعوب الدول ممن تجمعهم دعوى الأمة اليمانية اصنامه التي لايتحدون على قداستها وعبادتها جميعا .
وفي الإسلام تنوعت مذاهبهم ، فتشيع وارتضى بالخضوع لحكم التشيع من ارتضى ، واختلف من لم يرتضيه ، وحدود اوسان وقتبان وحضرموت هي حدود الجنوب العربي تقريبا وقد اختارت مذهبا مغايرا ، وفي الجاهلية كانت لهم معبوداتهم المختلفة!!
✅ الانفصال اصل ، والضم استثناء ، فمذابح "كرب إيل وتر" لشعب اوسان وتقديم ملوكهم قرابين بفتوي دينية لاصنامه دال انقسام سياسي وحضاري ، كفتوى الديلمي وصعتر بتكفير الجنوب الرافض لضم الفرع للاصل!!، وتدمير ونهب اوسان وقتبان وحضرموت في الماضي لرفضها الضم ، سار عليها عفاش ومنظومته ، ومازال يحمله مشروع علي محسن الاخواني، ضم يجد له جنوبا نخب تتعاون بلا ذاكرة تاريخية اما تختار مصالحها الانية أو معتقداتها السياسية الشعاراتية فيشرعنونه بدء ب" العز يلط" ملك شبوة الذي زوجوه بنت ملكهم وخدعوه بشراكتهم، فلما ابادوا الاوسانيين والقتبانيين ، مالوا عليه وأخذوا ملكه !!
✅ ليس بعيدا في الذاكرة استعانة بعض " سلاطين ال كثير " بالامام الزيدي ضد اخوانهم، وكيف إنتهت بضم والحاق استوجب مقاومة وتحرير!!! ، وهرب "احمد بن الحسن"من عمه الإمام " المؤيد"، ولجا الى عدن بحماية شيخ خنفر " حسين بن عبدالقادر "، وبعد عامين من مصالحته مع عمه جاء على رأس كل الحملات الغازية على الجنوب!! واولاها غزو عدن التي لجا اليها وامنته !!، وغدروا بالبيض الذي صدق معهم ، وشهادة الشيخ الأحمر ثابته في مذكراته، وسيكون هادي وصحبه ومن سار على دربه ألاسوا لانهم جربوا المجرب.
✅ اليمن والشام جهات جغرافية وليست هويات وبلدان سياسية ، وبعض الجغرافيين يحددون الجهة اليمانية من جنوب كاظمة !! وهذا التحديد يشمل كيانات ليست من اليمن السياسي لا قديما ولا حديثا لأنه غير موجود!! ، اما "ولاية اليمن" فكانت تقسيم اداري في الدولة الإسلامية الموحدة ، فجمع الإمام يحيى في مسمى دولته الجهة اليمانية ومسمى التقسيم الاداري العثماني وانه وارثها السياسي !!، والادعاء ليس حجة وحدة سياسية !!، ويسير خلفاؤه على نهجه من عفاش إلى الحوثي وبينهما الأحمر ومشروعه ، فهم الأصل والآخرين فروع !! ، واستغفلوا ومازالو، تيارات قومية وإسلامية جنوبية احتلوا وعيها بشعارات قومية وإسلامية !!! .
✅ الانتساب ل" هود " كذبة كشفها مؤسسوها!! ، وانتاجها منظومة ضم والحاق فشل سياسيا وعسكريا ، فهو اس نظريتهم للحكم لم يغيره الاسلام ولن يغيره حوار مفلتر !!، وحدتهم في كل التجارب حرب وقتل وتكفير وضم وإلحاق واستيلاء ونهب وطمس هوية ، لم يتغير مفهومهم التاريخي للالحاق ، منذ مذابح " كرب إيل وتر "، وتدمير دول" أولاد عم " اوسان وقتبان وحضرموت، وتكسير مساندهم لطمس هوياتهم ثابت تاريخيا ، فإين الشعب الواحد المندمج في الضم والالحاق!! ؟ ، كوحدة عفاش ، وكخطة تنفيذ الذبح والفوضى الوحدوية السارية الان لينسى اهل الجنوب استقلاله !!
✅ التاريخ أقوى من التلفيق ، فالانفصال تاريخيا لم يفشل فهو الاصل ؛ بل؛ فشل الضم الاندماجي سواء بالحرب أو بالخديعة والتامر والحرب !! ، والاقاليم "خدج" اجهضه الانقلاب ، والاجتياح، ، وثورة جنوبية سلمية ، ومقاومة جنوبية حسمت جل معركتها بدعم التحالف ، ومقاومة شمالية ما حسمت ، وحرب التحالف، سياق اثبت قضيتين لواقعين منفصلين يحددان حدود اليمن والجنوب العربي ، حقيقة سياسية موضوعية تاريخية صامدة ، لن يلغيها عدم استيعاب المبادرة ولا مخرجات حوارها المفلتر التي لم تمنع انقلابا عليها ، ولا ترديد صرخة موالية لإيران استفاق بها الجوار ، ولا اجتياحا للجنوب بدرجة اساسية!!