من بن دغر إلى عبد الملك.. اليمن ضحية الحكومات الفاشلة
رأي المشهد العربي
لم تكن حكومة معين عبد الملك على مستوى الحدث، فلا فرق بينها وبين حكومة أحمد بن دغر، في اتباع السياسات الفاشلة والتي يدفع ثمنها الشعب اليمني.
ولم تتخذ حكومة معين أى إجراء، لحل الأزمة الاقتصادية العصيبة التي تمر بها البلاد، وانهيار العملة المحلية وأصبحت عاجزة عن التصدي لأبرز المشاكل الاقتصادية والخدمية، التي باتت تعصف بالبلاد التي تشهد حربًا منذ 4 أعوام.
الأزمة أن حكومة بن دغر، لم ترحل من الأساس بل تم تعيين رئيس وزراء جديد أسوء من بن دغر ليقود حكومة فاشلة، أوصلت البلاد إلى منحنى خطير وأصبحت حياة الناس أشبه بالموت، فالأمراض أصبحت تفتك بهم، والفقر انتشر في عموم المحافظات المحررة دون أن تعي الحكومة كل ذلك.
وأصدر الرئيس عبد ربه منصور هادي في 15 أكتوبر الماضي قرارا بإعفاء رئيس الحكومة، أحمد عبيد بن دغر، وإحالته إلى التحقيق، دون الإطاحة بجميع أعضاء الحكومة، مما خلق مزيدًا من التساؤلات لدى الشارع اليمني وقتها.
وأضاف القرار أن الإقالة جاءت لـ “تعثّر الأداء الحكومي في تخفيف معاناة الشعب وحلحلة مشكلاته وتوفير احتياجاته وعدم قدرة الحكومة على اتخاذ إجراءات حقيقية لوقف التدهور الاقتصادي في البلد، وخصوصًا انهيار العملة المحلية، ولفشلها في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة كارثة إعصار لبان بمحافظة المهرة، وما أصاب أبناء المهرة جرّاء هذه الكارثة دون تحرّك فعلي من الحكومة، ولتحقيق ما يصبو إليه شعبنا من استعادة الدولة واستتباب الأمن والاستقرار، وللمصلحة الوطنية العليا للبلاد”.
الغريب في الأمر أنه رغم هذه الأسباب التي ذكرها البيان الرئاسي لإقالة الحكومة لم يكلف هادي نفسه لاختيار رئيس حكومة قوي متوافق عليه من القوى الفاعلة في المجتمع اليمني، بل أصر على اختيار عبد المعين دون الاستعانة بأصحاب الخبرات لاختيار هذه المنصب المهم للبلاد في هذا التوقيت الحرج الذي تمر بها البلاد.
وعادت الحكومة إلى من العاصمة السعودية الرياض إلى العاصمة اليمنية عدن في أول مره عقب إقالة رئيسها السابق أحمد عبيد بن دغر، وتعيين معين عبد الملك بديلا له.
واعترف عبد المعين أن الحكومة اليمنية تواجه صعوبات كبيرة جراء انهيار الوضعين الاقتصادي والإنساني، حيث بات نصف المواطنين في فقر مدقع، فيما تتسع دائرة الجوع لتشمل الآلاف، بعد حرمان ميليشيا الحوثي الانقلابية نحو مليون و200 ألف موظف من رواتبهم.
ولم يفوت عبد المعين الفرصة لكي يطعن في القوى الوطنية الجنوبية، وحقها التاريخي في الارض والعيش الكريم، بل أخذ يضع ذلك في خانة المؤامرة، بدلاً من أن يجمع كلمة الشعب أخذ يثير الفتنة من جديد.
وأكد عبد المعين على أهمية تكاتف كل القوى السياسية ومراعاة الظرف وتصويب الهدف نحو خدمة المواطن في المحافظات المحررة، معبراً عن ثقته بأن اليمن حكومة وشعبًا، وقيادات وأحزاب سياسية ستتغلب جميعها على المؤامرات التي تحاك ضد اليمن؛ في إشارة إلى مطالب الجنوبيين والتي تضعها الحكومة في خانة المؤامرة، وهو ما يثير من جديد الغضب لدى الشعب في الجنوب الذي يرى رئيس الحكومة وهو يصف حقوقه الشرعية بالمؤامرة.
واستكمالا لسياسته الفاشلة عين عبد الملك، في أول قرار له مدير مراسم الحكومة أحد نشطاء الإخوان الإرهابين المحسوبين، على حميد الأحمر والذي ُعرف بهجومه على المجلس الانتقالي الجنوبي والجنوبيين.
ووجه عبد الرحمن أنيس، الكاتب الصحفي الجنوبي، تساؤلاً هامًا لعبدربه منصور هادي، والحكومة بقيادة الدكتور معين عبد الملك.
وقال "أنيس": "كم تحتاج البلاد من الوقت ليعود الاقتصاد والخدمات فيها إلى مستوى ما قبل ثورة الشباب وحرب الانقلاب؟".
مصادر مقربة من الحكومة كشفت أن معين عبد الملك طلب مساندة الأحزاب اليمنية وفي مقدمتها الإصلاح والمؤتمر لمواجهة مطالب الشعب الجنوبي.
اهتمام عبد المعين بالوضع المأسوي الذي يمر به الشعب اليمني، الذي يعاني أشد الصعاب في كل يوم بل في كل دقيقة تمر عليه لم يكن أكثر من اهتمامه بتدبير المؤامرات فقد ألمحت وسائل إعلام موالية للحكومة إلى جملة من الشروط المفروضة لإحداث تغيير في الحكومة وعملها في مدن الجنوب المحررة، من أبرزها السيطرة العسكرية والأمنية على العاصمة عدن وإقصاء القوى الجنوبية التي تنادي باستقلال الجنوب.
ونشرت وسائل إعلام محسوبة على الحكومة تصريحات على لسان سياسيين وصحفيين تأكيدهم على ضرورة السيطرة الأمنية والعسكرية على عدن وإزاحة قوات الحزام الأمني وشرطة عدن وإقالة مدير الشرطة شلال علي شائع وتعيين موال للحكومة بديلاً له على اعتبار أن شلال آخر القيادات الجنوبية المحسوبة على الحراك الجنوبي.
سياسات الحكومة أصبحت واضحة للجميع والشعب هو من يدفع الثمن في النهاية فلم يعد أمام عبد المعين، إلا السير على نهج أحمد بن دغر قرينه السابق في الفشل.
وسخر ماجد الداعري، الكاتب الصحفي الجنوبي، من استقبال رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبد الملك، لمنسقة الشؤون الإنسانية في بلادنا.
وقال "الداعري"، في تغريدة له عبر موقع "تويتر"، "زحمة يادولة زحمة والمقاعد نادرة ولا مجال في مكتب دولة رئيس وزراء حكومة الشرعية اليمنية بعدن حتى لتنفيس في مقاعد الجلوس".