صحيفة: التحالف يترجم منجز الحديدة الميداني إلى مكسب سياسي في خدمة السلام
أبدى تحالف دعم الشرعية اليمنية بقيادة المملكة العربية السعودية، الاثنين، استعداده لمنح فرصة للسلام، وذلك في أوج اشتعال معركة الحديدة التي تُظهر المعطيات الميدانية رجوح ميزان القوّة فيها لمصلحة التحالف والقوات اليمنية المتعدّدة المدعومة من قبله، على حساب المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران، والذين تقلّصت مساحة سيطرتهم في المحافظة واضطروا للركون إلى تكتيكات دفاعية في محاولة لإطالة المعركة وربح الوقت بانتظار ما ستسفر عنه المواقف الدولية الضاغطة باتجاه وقف الحرب، وذلك بحسب ما أوردت يومية "العرب" اللندنية، اليوم الثلاثاء.
واعتبر مصدر سياسي يمني أن موقف التحالف يكشف سعيه إلى استثمار الإنجازات الميدانية التي حققها بمعيّة القوات اليمنية خلال الأيام الماضية، وترجمتها إلى مكاسب سياسية تخدم السلام، دون أن تتعارض مع جهود إنهاء الانقلاب الحوثي.
وأكّد المصدر الذي يصف نفسه بالمقرّب من الحكومة اليمنية، تحقيق تقدّم كبير في معركة الحديدة، بقدر يكفي لإجبار الحوثيين على الانصياع لجهود السلام، تجنّبا لمواجهة قوات كبيرة عددا وعدّة رصدها التحالف للمعركة.
ومن جهته حرص المصدر في التحالف على القول إنّ الاشتباكات التي تجري منذ الخميس ليست “عمليات هجومية”، مؤكدا أن التحالف “ملتزم بإبقاء ميناء الحديدة مفتوحا”.
وأضاف “في حال فشل الحوثيون في الحضور إلى المحادثات مرة أخرى، فإن هذا سيدفع إلى إعادة إطلاق العملية الهجومية في الحديدة”.
واندلعت الخميس الماضي معارك عنيفة في محيط مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمدعومة من التحالف العربي. وجرت المعارك تحت غطاء كثيف من طيران التحالف.
وبحسب مصادر طبية في مستشفيات المنطقة، قتل في هذه المعارك التي تواصلت خلال الأيام الماضية العشرات من المتمرّدين ومن عناصر القوات الموالية للحكومة.
وكانت القوات الحكومية أطلقت في يونيو الماضي بدعم من التحالف حملة عسكرية ضخمة على ساحل البحر الأحمر بهدف السيطرة على ميناء الحديدة، قبل أن تعلّق العملية إفساحا في المجال أمام المحادثات، ثم تعلن في منتصف سبتمبر الماضي استئنافها بعد فشل المساعي السياسية.
وشهدت جبهات القتال قرب مدينة الحديدة هدوءا حتى الخميس الماضي. وتزامنت المعارك الجديدة مع إعلان الحكومة اليمنية استعدادها لاستئناف مفاوضات السلام مع المتمردين الحوثيين.
وجاء التأكيد الحكومي غداة إعلان مبعوث الأمم المتّحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أنّه سيعمل على عقد مفاوضات جديدة بين أطراف النزاع في غضون شهر، بُعيد مطالبة واشنطن بوقف لإطلاق النار وإعادة إطلاق المسار السياسي خلال 30 يوما.
ودعت بريطانيا، الإثنين، مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ إجراء لوقف الحرب في اليمن. وقال وزير الخارجية، جيريمي هانت في بيان “الآن، وللمرة الأولى، يبدو أن هناك نافذة يمكن من خلالها تشجيع طرفي الحرب على القدوم إلى طاولة المفاوضات، ووقف القتال”.
وأضاف أنّ “إيجاد حل سياسي هو الطريق الوحيد للخروج من هذه الكارثة. ستستخدم المملكة المتحدة كل نفوذها للدفع بمثل هذا النهج”.
وتابع أن الوقت حان للمملكة المتحدة أن تناقش مع شركائها في مجلس الأمن الدولي كيف يمكن الدفع قُدما بهذه العملية. وقال “التقيت بالمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث وتبيّن أن هناك فرصة ضئيلة لكنها حقيقية لوقف الأعمال القتالية من أجل تخفيف معاناة الشعب اليمني”. وأردف “يجب أن يكون هذا أولوية ضمن أي مساع تهدف إلى إيجاد حل بعيد المدى”.