طيران الفساد اليمني
شركة الطيران «اليمنية» هي شركة النقل الحكومية الوحيدة في البلاد، ولن نتكلم بهذا المقال على سوء خدمة الطيران اليمني رغم أن تذاكرها تعد من أغلى تذاكر الطيران بالعالم، لن نتكلم على معايير السلامة والصيانة المهملة في طيران «اليمنية» التي تعرض حياة آلاف الناس للخطر، لن نتكلم على أين تذهب أموال شركة «اليمنية» وإلى أين يتم توريدها، لن نتكلم عن المسيطر على شركة الطيران هل هو الشرعية أو الحوثي أو هي مناصفة بينهما، لن نتكلم على كل ذلك.. بل سوف نتكلم على موضوع حجز وشراء التذاكر من شركة طيران «اليمنية» من قبل أبناء الشعب الذين الغالبية العظمي منهم يشترون تلك التذاكر ويتحملون تكلفتها الباهظة من أجل السفر للعلاج.
لكن ذلك لا يعني القائمون على بيع تلك التذاكر ولا يردع جشعهم في استغلال الوضع الحالي في البلاد، فلن تستطيع أن تحجز مقعد السفر غير إذا انتظرت لشهور طويلة بحجة عدم وجود مقاعد أو أن يكون المسافر يمتلك وساطة ومن أهل النفوذ حتى يتمكن من حجز مقعد حتى وإن كان ذاهبا للتمشية ولو كان ذلك على حساب شخص مريض يريد أن يذهب للعلاج لينقذ حياته، فحياته وحياة آلاف الناس لا تهم أولئك الفاسدين، فكم من مريض مات وهو منتظر لشهور ليتحصل على تذكرة يشتريها من حر ماله، أو هناك حل أخير تقدمه خطوط الطيران «اليمنية» للمسافرين الراغبين في السفر، وهو دفع رشوة للقائمين على حجز التذاكر تبدأ من مائة دولار وترتفع حسب الظروف. وأصبحت تلك الرشوة شيء متعارف عليه وشبه رسمي بمكاتب «اليمنية» للحصول على تذكره من دون أن تنتظر لشهور.
لن أسهب في الشرح، لكن سوف أوجه سؤالا للقائمين على طيران «اليمنية» الذين يحتجون بعدم وجود مقعاعد في كل الرحلات للطيران. أسألهم كم عدد الركاب في رحلة «اليمنية» رقم 507 تاريخ 22 أكتوبر القادمة من جدة إلى عدن، وكم عدد المقاعد الفارغة؟ فبحسب علمي نص مقاعد تلك الرحلة كانت فارغة، مع العلم أن كل باصات النقل البري القادمة من جدة ممتلئة بسبب عدم وجود مقاعد طيران، وكان لي صديق قادم على نفس رحلة الطيران تلك لم يتمكن من حجز مقعد بها غير بدفع الرشوة للحجز برحلة نصف مقاعدها فارغة.. هذا سؤال بسيط ومثال أبسط موجه للقائمين على خطوط طيران «اليمنية».. فهل تملكون الشجاعة للإجابة عليه، فالأسئلة كثيرة والأمثلة أكثر وما خفى كان أعظم.