تحليل: بلغت القلوب الحناجر

الاثنين 20 يناير 2025 22:17:00
تحليل: بلغت القلوب الحناجر

بلغت القلوب الحناجر

ثابت حسين صالح*

عدد من الأسئلة الملحة تؤرقني اليوم وأكثر من أي وقت مضى...وغيري الكثير والكثير.

أكثر هذه الأسئلة إلحاحا: أما آن لمسلسل القتل والتعذيب والتجويع الذي يمارس ضد شعبنا منذ حرب 1994 وحتى اليوم...أن يتوقف؟

فرضت على هذا الشعب وحدة بالتدليس عام 1990، ثم وحدة بالقوة منذ حرب 1994، واخير فرضت عليه ومنذ أواخر 2015م ما سميت بالسطة الشرعية.

أليس من حق هذا الشعب الشامخ أن تكون له دولته المستقلة التي تضمن له حياة حرة ومستقرة ومزدهرة؟

منبع هذا السؤال أن هذا الشعب العظيم قد أعطى للصبر أقصى مداه، وضرب أروع الامثلة في الوفاء والعرفان ورد الجميل لكل من قدم له أدنى جميل، وتعامل بحكمة وإيجابية مع كل نصائح ومبادرات الداخل والخارج، وتحمل ما لا يطاق من عبث وفساد واستفزاز سلطات وحكومات يمنية متتالية، كل واحدة كانت أسوأ مما قبلها...كان كل همها مليء الجيوب وتوظيف الأقارب والأحباب.

ما موقف التحالف العربي والرباعية أو الخماسية بعد أن أتضح للقاصي والداني، للبصير والأعمى، أن سلطة الشرعية قد فشلت فشلا ذريعا، أو تخاذلت، أو لم ولا ترغب في تحرير محافظات الشمال من الحوثيين والعودة إلى صنعاء؟

كما فشلت في إدارة وتقديم الحد الأدنى من الخدمات والمرتبات للمناطق المحررة وهي اساسا الجنوب، بل أمعنت هذه السلطة في افساد نصر الجنوب على الحوثيين ومعاقبته بحرب الخدمات جراء هذا النصر الوحيد والعظيم للتحالف العربي والمجتمع الدولي ضد جماعات الإرهاب الحوثيين والاخونج والقاعدة.

اليوم بلغت قلوب الجنوبيين حناجرهم، ولم يعد بإمكانهم الصبر على هذا الباطل والحمل التقيل، ولم يعد بمقدورهم أن يبقون رهنا لحبال الساسة والمساومات والمقايضات على حساب دمائهم ومعاناتهم.

واصبح على المجلس الانتقالي الجنوبي كممثل ومفوض من قبل شعب الجنوب أن يتخذ ما يراه في مصلحة الجنوب أولا، مهما كانت الضغوطات والمعوقات...
فلم تعد المسألة مجرد خيارات سياسية اعتيادية، بل اصبحت خيارات البقاء لشعب وووطن.

*باحث ومحلل سياسي وعسكري