تحليل: خطر تزويد إيران للحوثيين باحدث تقنيات الطيران المسير


خطر تزويد إيران للحوثيين باحدث تقنيات الطيران المسير
ثابت حسين صالح*
أكد المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية أبو الفضل شكارجي، الثلاثاء الماضي، أن بلاده تقدم "التقنية الدفاعية لأنصار الله في اليمن"، في إشارة إلى حصول الحوثيين على تقنيات الوقود الهيدروجيني للطيران المسير.
يأتي هذا التصريح الإيراني على وقع تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن وإعلان الأخيرة عودة العقوبات الأممية ضد إيران، والتي تركز على الحظر التسليحي والنووي.
اللافت في التصريح الايراني مايلي:
أولا: أن إيران تدعي أن هذه التقنيات المقدمة للحوثيين هي لاغراض دفاعية، وهذا ليس صحيحا إذ أن الحوثيين إستخدموا وسيستخدمون أسلحتهم لمهاجمة الجنوب أو دول التحالف العربي وضد الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وقد أكدت قناة الحرة إن "إيران ترسل أسلحة متطورة بشكل متزايد" إلى حليفتها جماعة الحوثي في اليمن، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة، لافتة إلى أن الحوثيين استخدموا هذه الأسلحة في هجماتهم على السفن بالبحر الأحمر.
ثانيا: يعترف التصريح بوجود صعوبات اقتصادية لدى إيران لا تسمح لها بتقديم هذه التقنيات للحوثيين مجانا.
وهذا يشير إلى أن القدرات المالية الضخمة للحوثيين على دفع قيمة هذه الاسلحة باهضة الثمن.
ثالثا: يعترف التصريح إلى وجود خبراء إيرانيين في اليمن الحوثي هم الذين يتعاملون مع التقنيات الحديثة.
وبهذا الصدد أورد خبراء الأمم المتحدة في أحدث تقاريرهم الذي اطلعت عليه رويترز أن "الشهادات العديدة التي جمعتها اللجنة من خبراء عسكريين ومسؤولين يمنيين وحتى من أفراد مقربين من الحوثيين تشير إلى أنهم لا يملكون القدرة على التطور والإنتاج من دون دعم أجنبي وأنظمة أسلحة معقدة".
آخر التقنيات المتطورة التي حصل عليها الحوثيون هي الوقود الهيدروجيني للطيران المسير.
وفقًا للتقديرات، فإن الطائرات المسيّرة العاملة بالهيدروجين تتميز بخصائص تجعلها أكثر خطورة من الطائرات التقليدية، إذ إنها:
اولا: تعمل بمحركات أقل ضوضاءً من محركات البنزين والديزل، مما يزيد من صعوبة رصدها.
ثانيا: تمتلك مدى أطول بثلاثة أضعاف مقارنة بالطائرات التي تعتمد على بطاريات الليثيوم التقليدية.
ثالثا: توفر قدرة أكبر على التخفي والمناورة، مما يعقد عمليات اعتراضها.
وكان كاتب هذه السطور قد طرح سؤالا على المشارك الأمريكي في حوار على قناة العربية الحدث الدكتور عقيل عباس يوم أمس عن خيارات تعامل الولايات المتحدة مع هذا الخطر الحوثي؟.
لكن يبدو ان الولايات المتحدة لن تتخذ أي إجراء عسكري قبل أن يبدأ الحوثيون انفسهم باستخدام هذه التقنيات.
وهنا مكمن الخطر والقلق الذي يساور القوى المناهضة للحوثيين وعلى راسها الجنوب.
*باحث ومحلل سياسي وعسكري استراتيحي