مصادر: الجهات المشرفة على معركة الحديدة تأخذ في اعتبارها إدارة معركة نظيفة داخل المدينة
أكدت مصادر في دائرة صنع القرار أن الجهات المشرفة على تخطيط معركة الحديدة الحالية وإدارتها، تأخذ ذلك في اعتبارها وتحاول قدر الإمكان إدارة معركة نظيفة داخل المدينة من خلال اتباع تكتيكات ما يعرف بـ“الاستهداف الجراحي” عبر التقليل من استخدام القوة النارية وتتبع عناصر العدو بدقة واستهدافهم بشكل فردي، وذلك بحسب ما أوردت صحيفة "العرب" اللندنية.
وعلى الرغم من الاعتراف بوجود محاذير وتبعات للحرب ككل على أوضاع المدنيين، لكنّها تلك المصادر تنبّه بالمقابل إلى وجود إرادة سياسية لاستغلال الورقة الإنسانية كوسيلة من وسائل المناورة في الحرب وأداة للضغط في منعطفات معيّنة، مثل المنعطف الذي بلغته المعركة الحالية الدائرة في الحديدة.
وتقول ذات الدوائر إنّ الضغوط باستخدام الملف الإنساني تحوّلت إلى معركة سياسية وإعلامية موازية للمعركة العسكرية في اليمن، وفي ذات الخصوص، هوّن وزير الخارجية اليمني خالد اليماني من المخاوف المرافقة لعملية تحرير مدينة الحديدة من أيدي المتمرّدين الحوثيين، على مصير المدنيين والبنى التحتية لا سيما ميناءها الذي يشكل المدخل الرئيسي لإمداد السكان بالأغذية والأدوية والوقود وسائر المواد الضرورية.
وجاء كلام اليماني خلال لقائه الاثنين في العاصمة السعودية الرياض، بالسفير الفرنسي لدى اليمن كريستيان تيستو، مع تحوّل الوضع الإنساني في محافظة الحديدة على الساحل الغربي اليمني، إلى ورقة ضغط دولية وأممية رئيسية على الحكومة اليمنية والتحالف العربي الداعم لها لوقف العملية العسكرية الجارية لتحرير مركز المحافظة، بعد أن حقّقت الحملة التي تشارك فيها قوات يمنية متعدّدة تحت غطاء جوي من طيران التحالف، تقدّما كبيرا.
وأكّد اليماني الحرص على “حماية المدنيين والبنية التحتية في الحديدة وضمان استمرار عمل مينائها الاستراتيجي، ووصول السلع التجارية ومواد الإغاثة”.
وقال إن الحكومة اليمنية ملتزمة بدعم مارتن غريفيث المبعوث الأممي إلى اليمن ومستعدّة للتعامل الإيجابي مع دعوته إلى عقد جولة جديدة من مشاورات السلام قبل نهاية العام الجاري.
وشدد بالمقابل على ضرورة أن تتعامل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بجدية مع “استهتار ورفض الميليشيا الانقلابية لجهود السلام، وممارسة المزيد من الضغط عليها حتى لا يتكرر سيناريو جنيف في المشاورات القادمة من خلال رفضها المشاركة وحضور الاجتماعات”.