صحيفة أمريكية: الحوثيون وإيران لا يريدون اليمن وإنما طرق شحن النفط بالبحر الأحمر
ترجمة خاصة بـ(المشهد العربي)
"في حين تركز اهتمام العالم على التهديد الوجودي لتنظيم (داعش) الإرهابي، الذي فرض سيطرته في الغالب على أراضٍ ريفية وتقلّص – أينما وُجِد – بدعم من دول أجنبية، حقق المتطرفون الحوثيون في اليمن ما كان يمكن لنظرائهم في العراق وسوريا أن يحلموا به فقط: الهيمنة وزعزعة الاستقرار في بلد دمّره بالفعل الفقر والنزاع القبلي والفساد".
هكذا استهلت صحيفة (ذا هِل) الأمريكية تقريرها تحت عنوان "حرب اليمن هي حرب بالوكالة خطيرة في معركة إيران العالمية"، مشيرة إلى أنه "على مدى ما يقرب من عشر سنوات، سيطر الحوثيون على أجزاء كبيرة من اليمن، بما في ذلك عاصمة إحدى أفقر دول العالم، وقد شيّدوا بنيان إمارتهم الإرهابية الخاصة بهم في صنعاء، واستخدموا قاعدتهم لشن هجمات صاروخية على مطار الرياض.
وأوضحت الصحيفة – في تقريرها الذي نشرته على موقعها الإلكتروني وترجمه (المشهد العربي) – أن "الحوثيين فعلوا كل ذلك بدعم كامل من الحرس الثوري الإيراني، وأصبحت الأدلة على تورُّط الجيش الإيراني في اليمن دامغة، ففي العام الماضي، قدم المسؤولون الأمريكيون أدلة على أن إيران قامت بتزويد صواريخ بالستية قصيرة المدى للمتطرفين الحوثيين في اليمن، والتي تم إطلاقها بعد ذلك على مناطق مدنية في المملكة العربية السعودية، مستهدفة مواطنين من مختلف الدول، حتى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قدم أدلة أيضًا إلى مجلس الأمن الدولي على أن إيران كانت تزود المليشيات الحوثية بالصواريخ البالستية، في تحدٍ صارخ لقرار الأمم المتحدة رقم 2231".
ورأت الصحيفة أن "الحوثيين ومموليهم الإيرانيين ليسوا مهتمين حقًا بصنعاء أو حتى اليمن كلها، إنما يتركز اهتمامهم على طرق شحن النفط في البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية، كما يتبين من هجوم الحوثيين على ناقلات النفط السعودية في شهر يوليو، الأمر الذي دفع المملكة العربية السعودية إلى تعليق شحنات النفط في البحر الأحمر، وهي خطوة أثّرت على أسواق النفط العالمية".
وبيَّنت الصحيفة أن "إيران دولة ذات توجه أيديولوجي، ويتمثل هدفها النهائي في استخدام احتلالها بالوكالة لليمن للسيطرة على إمدادات النفط العالمية وإضعاف جيرانها السنة".
وأكدت الصحيفة الأمريكية أن "هذا الأمر صادم بالطبع، لكن ما هو أسوأ هو أن العواصم الغربية لا تأخذ الحوثيين على محمل الجد، وفي الواقع، اتخذ العديد من السياسيين والصحف في العالم الغربي نغمة إيجابية مرعبة تجاههم، ولقد سمحت القيمة الدعائية للمشاعر المعادية للسعودية، والتي تتجلى الآن في بعض ممرات القوى الغربية، وصور الأطفال الجائعين الذين تم تقديمهم دون سياق، لبعض موجّهي الرأي العام بتجاهل الصورة الأكبر، وهي أن تحالف دعم الشرعية في اليمن يحارب الإرهاب بطلب من الحكومة اليمنية وبحضور الأمم المتحدة".
ولفتت الصحيفة إلى أنها "صورة أكبر لم يعد بوسع أحد تجاهلها، من أجل أطفال اليمن، فقد انتقدت منظمة العفو الدولية الحوثيين لتجنيدهم الأطفال بشكل منهجي للقتال على الخطوط الأمامية للصراع، وكشف التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الانسان – وهو تحالف غير حكومي – في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف عن أن الحوثيين ارتكبوا فظائع ضد الآلاف من المدنيين اليمنيين، بمن فيهم النساء والأطفال، الذين كانوا ضحايا عمليات إعدام غير قانونية ووفيات تحت التعذيب".
واعتبرت الصحيفة أن "ما يجعل الأمر أكثر مدعاة للذهول هو أن زعيم التنظيم الحوثي محمد علي الحوثي كان في الأسبوع الماضي قادرًا على استخدام صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية للتواصل مع الجماهير الغربية وتصوير نفسه كقائد مرموق".
وذكرت الصحيفة أن "هذا لا يعني أننا يجب ألا نسعى إلى السلام، ولكن لجعل السلام ممكنًا في اليمن، فإن الخطوة الأولى هي الاعتراف بالعدو على حقيقته: وهو وكيل إيراني مهيمن على المنطقة ولكنه خطير عالميًا يعمل كجيش إرهابي".
وقالت الصحيفة الأمريكية إنه "لا شيء من هذا يجب أن يفاجئنا، لأن شهية إيران لتنسيق الهجمات الإرهابية على الأراضي الأجنبية أمر راسخ، وقد أعلن تقرير صدر مؤخرًا عن وزارة الخارجية الأمريكية أن إيران لا تزال واحدة من الدول الرائدة في العالم في رعاية الإرهاب، بامتلاكها شبكات تمويل وخلايا فعالة تعمل في جميع أنحاء العالم".
ونوَّهت الصحيفة بأنه "في الشهر الماضي، اتهمت الحكومتان البلجيكية والفرنسية دبلوماسيًا إيرانيًا بالتخطيط لهجوم بالقنابل، وهو الأحدث في سلسلة طويلة من التورط الإرهابي الإيراني العالمي الذي يعود إلى تفجيرات بيروت في عام 1983 التي نفذها حزب الله الشيعي الموالي لإيران، والذي أودى بحياة 241 شخصًا من قوات البحرية الأمريكية".
وأضافت الصحيفة أنه "بمجرد الاعتراف بالعدو على ما هو عليه، يجب علينا أن ندمج ذلك باستراتيجية دبلوماسية تستفيد من وسطاء إقليميين رئيسيين، مثل سلطنة عُمان، الذين هم حلفاء غربيون في الوقت الذي يملكون فيه أيضًا قنوات خلفية ثابتة مع طهران، فعلى مدى سنوات، كانت إيران جزءًا من المشكلة، والآن نحن بحاجة إلى أن نضغط عليها لتكون جزءًا من الحل".
وتابعت الصحيفة أنه "لا يمكن أن يحدث أي من هذا مع الدعم المستمر للإرهاب الحوثي وجرائم الحرب، فمن أجل منع وصول حزب الله جديد في اليمن، يجب علينا إغلاق خطوطه لجمع التبرعات والإمدادات من إيران ووكلائها في جميع أنحاء العالم، وسيكون الفشل في القيام بذلك واحدًا من أكبر الفشل الجيوسياسي والإنساني في عصرنا هذا".
رابط النص الأصلي هتا