هذه أبعاد ودلالات موافقة الحوثي على التفاوض

الأربعاء 21 نوفمبر 2018 19:59:00
هذه أبعاد ودلالات موافقة الحوثي على التفاوض

رأي المشهد العربي

فاجأ الحوثي العالم بقراره بالموافقة على وقف إطلاق النار، لكن هذه المفاجأة لابد وأن يكون لها على الأقل 5 دلالات وأبعاد دفعت المليشيات لهذا القرار أولها كالتالي:

انتصار للتحالف وهزيمة الحوثي:

 الاحتمال الأول وهو أقرب للصواب انتصار التحالف العربي في معركته مع الجماعة الموالية لإيران، وإحكام السيطرة مرة أخرى على مدينة الحديدة والساحل الغربي التي استولي عليها الحوثي منذ إعلانه الحرب على اليمن في أكتوبر 2014م.

حيث تكبدت مليشيا الحوثي منذ إعلان العمليات العسكرية عليها في مستهل شهر فبراير، خسائر كبيرة في القوة والعتاد، بالإضافة إلى طردها من مناطق كانت تحت سيطرتها، واقتراب التحالف العربي من مدينة الحديدة.

بالإضافة إلى انشقاق العديد من قيادات الحوثي وانضمامها إلى قوات التحالف لدعم الشرعية، كوزير الإعلام في حكومة الحوثي الغير معترف بها عبد السلام جابر، و نائب وزير التربية والتعليم، إبراهيم الحامد ورئيس مركز القيادة والسيطرة للقوات البحرية والدفاع الساحلي في الحديدة، العقيد الركن بهيجي الرمادي، بالإضافة إلى وزير التدريب الفني والتعليم المهني محسن نقيب.

انتصار لجريفيث ونجاح مفاوضاته:

وهناك احتمال آخر وهو أن الإعلان الحوثي، يعد لأول مرة نجاحا لمندوب الأمم المتحدة مارتن جريفيث بإقناع المليشيا الانقلابية لأن تخضع لرغبة العالم وتمتثل لصوت الحق، وتعلن إيقاف إطلاق النار وموافقتها على مشاورات السلام بالسويد، بعد أن أفشلت بتعنتها جميع المشاورات على مدار السنوات الماضية.

وقال جريفيث أمام مجلس الأمن الدولي الجمعة الماضية: "هذه لحظة حاسمة لليمن، تلقيت تأكيدات قاطعة من قيادات الأطراف اليمنية، بالالتزام بحضور هذه المشاورات، أعتقد أنهم صادقون".

كما أكد جريفيث أنه سيزور صنعاء الأسبوع المقبل ولن يعد سوى ومعه قيادات المليشيا، في إشارة لقدرته على إقناعهم.

ضغط بريطاني على إيران:

كما تأتي موافقة الحوثي على إيقاف إطلاق النار والرضوخ للمشاورات، في ظل إعلان وسائل الإعلام الإيرانية عن زيارة وزير خارجية بريطانيا جيرمي هانت، لطهران الاثنين الماضي، مرجحة أن يتم تناول الملف اليمني أثناء مباحثاتهما ضمن عدة ملفات أخرى، في إشارة لكون إيران المتحكم الأول والأخير على المليشيا باليمن، مما يشكك في موافقة المليشيا على إجراء مشاورات.

كما تقدم بريطانيا، الاثنين، مشروع قرار لمجلس الأمن التابع للأم المتحدة، لوقف إطلاق النار في اليمن والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.

كما تسعى الأمم المتحدة لإحياء محادثات السلام لإنهاء الحرب المستمرة منذ 4 سنوات، والتي راح ضحيتها أكثر من عشرة آلاف شخص ودفعت الملايين من اليمنيين إلى حافة المجاعة.

محاولة كسب وقت:

أو أن موافقة المليشيا ربما كانت مجرد مماطلة وهدنة لإعادة هيكلة قواتها وتجهيز جبهاتها والتحضير لحرب مفاجأة ظنا منها أنها قد تقضي على كل التقدم الذي أحرزته القوات المشتركة بمساندة ودعم التحالف العربي لدعم الشرعية، فالمليشيا التي اعتادت على الخيانة، ليس بغريب أن تخن نفسها تلك المرة، فلطالما عاهدناه جميعا توعد ولم توفي يوما.

وبالعودة للخلف يومين ليس إلا، وبالتفتيش في تصرفات المليشيا، ستجد أن الأمر مريب بعض الشئ، فكيف لمليشيا تنوي الخضوع لمشاورات سلام، أن تستمر في انتهاك حقوق الإنسان بتلك الدرجة، حيث صعدت خلال اليومين الماضيين من عمليات اختطاف الشباب والنشاء من أبناء الحديدة، في عدد من الأحياء السكنية، بذريعة تعاونهم مع الجيش.

كما قامت ميليشيات الحوثي بنقل هؤلاء المختطفين والسجناء من أماكن الاحتجاز والمعتقلات الحالية، إلى أماكن وجهات مجهولة.

وكشف القائد الحجيلي من قوات ألوية العمالقة، أن الميليشيا أفرغت السجون والمعتقلات بالحديدة، لافتا إلى أن ميليشيا الحوثي قامت بنقل جميع المعتقلين والمختطفين من سجونها في مدينة الحديدة، إلى أماكن مجهولة.

وقال أقارب معتقلين ومختطفين لدى الميليشيا، إنهم منعوا مؤخراً من زيارة أقاربهم دون إبداء أسباب، كما كشف والد أحد المختطفين عن تلقيه معلومات مؤكدة من جهات أمنية بنقل المحتجزين والسجناء من مدينة الحديدة إلى خارجها.

في إشارة إلى أن المليشيا تتجهز وتستعد لخوض حرب جديدة، بخطف أبناء الحديدة والمناطق الواقعة تحت سيطرتهم وإرسالهم لسجون ومعتقلات مسعدة ومجهزة للتدريب وإجبارهم على العمل معها أو القتل كما تفعل دوما.

فرصة للمماطلة

ويرى مراقبون أن من يريد السلام فعليه به، فنوايا الحوثي معقدة، فكيف تدعو للتهدئة وتضاعف عمليات الخطف، كما تخفي سجنائها في أماكن مجهولة، وأشاروا إلى أن تلك الخطوة ما هي إلا وقت لاستعادة قواها.

وعلق سياسي منشق عن الحوثيين من البيان الصادر عن القيادي الحوثي من خلال تغريده مكونة من 9 كلمات، رداً على تغريده الحوثي، حيث قال:"بيان الثور الأكبر... ارقد يا معتوه أنت والهراء حقك" ، مؤكدا أن بيانه ما هو إلا محاولة جديدة من الميليشيات لمنحها الوقت.

وبحسب صحيفة "بى بى سي" تأتي موافقات الحوثي، بعد أوامر من التحالف العربي لدعم الشرعية بوقف الهجوم على ميناء الحديدة الرئيسي في اليمن، حيث جاء إعلان موقف الحوثيين في بيان لمحمد علي الحوثي رئيس ما يسمى "اللجنة الثورية العليا" التابعة للحوثيين.

وزعم الحوثي في مبادرته التي أطلقها على توتير، إنها تأتي دعما لجهود المبعوث ألأممي لليمن مارتن جريفيث، وإثباتا لحسن النوايا وتعزيزا للتحركات والجهود الرامية لإحلال السلام".

ويسعى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في اليمن مارتن جريفيث، إلى إعادة إطلاق محادثات السلام في الأسابيع المقبلة، بدعم من دول كبرى في مقدمها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.