دلالات زيارة قيادات الإصلاح للصين.. البحث عن قبلة حياة

الجمعة 23 نوفمبر 2018 20:51:09
دلالات زيارة قيادات الإصلاح للصين.. البحث عن قبلة حياة


رأي المشهد العربي

«ركوب الموجة».. كلمات تعبر عن سياسة الإخوان الانتهازية المتمثلة في حزب الإصلاح اليمني، الذي لطالما حاول التلون وتغيير جلده كالحرباء ليقفز على الانتصارات وتصدر المشهد، وتتجلى سياسة «حليف الحوثيين» في الزيارات المكوكية والمقبلات التي يقوم بها محمد عبدالله اليدومي رئيس الهيئة العليا لحزب الإصلاح اليمني، وعبدالوهاب أحمد الآنسي الأمين العام للحزب للبحث عن قبلة حياة لهم من جديد بعد نية قطر تخفيض تمويلهم.

وبدأت جولات قيادات الإصلاح لدولة الإمارات الشقيقة وليس حبها فيها ولا من أجل الندم على ما فعلوه في تسليم المحافظات الشمالية للحوثيين المدعومين من طهران بعد تعاونهم الفج بينهما، ولكن من أجل مكاسب سياسية.

كما التقى اليدومي، في العاصمة السعودية الرياض الثلاثاء الماضي، سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى اليمن ماثيو تولر، موكداً له دعم حزب الإصلاح للجهود الدولية للتوصل إلى حل سياسي في اليمن.

بعدها اتجه اليدومي إلى الصين مؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب العربية (الدورة الثانية)، المنعقد في مدينة هانغتشو الصينية، وطالب اليدومي خلال المؤتمر تعزيز العلاقة بين الأحزاب في المنطقة العربية والحزب الشيوعي الصيني والاستفادة من انجازات جمهورية الصين في العديد من المجالات.

وتناولت تقارير إعلامية من أبواق مقربة للدوحة، عن تقليص الاستخبارات القطرية، تمويلها للحزب الإخواني في اليمن وهو ما يؤكد المراوغات القطرية لتمكين ذراعهم المنبوذ في البلاد بعد النهاية الوشيكة للحوثيين، والانتصارات التي تحرزها القوات المشتركة بدعم من قوات التحالف العربي في معركة الحديدة وجميع جبهات المواجهات.

تسريب تلك المعلومات نقلا عن دوائر مقربة من الاستخبارات القطرية وتقليص التمويل يعتبر مناورة سياسية جديدة تسعى لها الدوحة من خلال حزب الإصلاح الإخواني، من أجل تغلغل الحزب في الدولة اليمنية، والمشهد المستقبلي لليمن بشكل أكبر.

وأكدت التقارير، أن تقليص الاستخبارات القطرية تمويلها لحزب الإصلاح اليمني «إخوان اليمن» بعد زيارة عبدالله اليدومي، رئيس الهيئة العليا لحزب الإصلاح، وعبدالوهاب أحمد الآنسي الأمين العام للحزب إلى الإمارات، لن يمنع تمويل الدوحة لمؤسسات إعلامية، في مقدمتها القنوات الفضائية «سهيل، يمن شباب، وبلقيس» والتي تَبثُّ إحداها من تركيا، وتمتلكها الإخوانية الحاصلة على جائزة نوبل (توكل كرمان)، بالإضافة إلى العشرات من الصحف والإذاعات والمواقع الإخبارية.

وكشف تقرير أمريكي، عن مخطط قطري جديد في اليمن، لافتًا إلى أن الدوحة ترسم مخططًا جديدًا للمشهد السياسي اليمني عبر وجود تحالف غير معلن بين الحوثيين وإخوان اليمن.

وقال موقع «المونيتور» الأمريكي في تقرير له، إن قطر تُحاول بسط نفوذها في اليمن من خلال التقرب بشكل متوازن بين ميليشيات الحوثي وحزب الإصلاح في اليمن، للتدخل في الشؤون الداخلية لصنعاء، مضيفًا أن الدوحة منذ المقاطعة العربية في يونيو 2017، وهي تسعى إلى زيادة نفوذها في اليمن، وعرقلة الأنشطة العسكرية للتحالف الذي تقوده السعودية والإمارات من خلال تحقيق التوازن بين العلاقات الوثيقة والفصائل الحوثية والإخوانية.

وأوضح التقرير أن قطر قدمت 20 مليون دولار للحوثيين تحت شعار المساعدات الإنسانية للمناطق التي تُسيطر عليها الميليشيا، لتمويل العمليات العسكرية في الحديدة، وهو ما يؤكد أن علاقة النظام القطري مع الحوثيين والإخوان تعمقت رغم الدعاوى الإعلامية بوجود خلافات بين الإخوان والدوحة، وأن المعطيات تشير إلى أن الدوحة ترسم مشهدًا جديدًا في اليمن عبر الحوثيين والإخوان.

كل ذلك يؤكد أن جماعة الإخوان «الإصلاح»، معروفة تاريخيا بانتهازيتها، واستخدام كل الوسائل والطرق للوصول إلى السلطة والبقاء فيها، وأن قطر ترعى تحالفًا غير معلن بين الإخوان والحوثيين في اليمن، وتسمح بدرجة مناورة عالية للإخوان لضمان وجود أوراق لها في المشهد السياسي في اليمن، مع سقوط الحوثيين، بجانب تبني الجماعة الإرهابية لسياسة التلون وتغير المواقف.

بيد فإن ولاء الإخوان مع النظام القطري مستمر، حيث أن هناك دورًا باتَ يرسم الآن لحزب «الإصلاح» عبر إدعائه بالتقرب من التحالف العربي، وفي الوقت نفسه يبقى على علاقته القوية والمتينة مع قطر وتركيا وإيران، ليحافظ على حظوظه في خريطة السلطة المستقبلية في اليمن، لأن الدوحة، إيران ضمن الرعاة الرسميين للجماعات والميليشيات الإرهابية في اليمن والمنطقة.