الجرحى.. بوابة خلفية للحوثي لتهريب عسكريين خارج اليمن
رأي المشهد العربي
شكلت الاشتراطات التي وضعها زعيم المليشيات الحوثية عبدالملك الحوثي أمام المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفث الكثير من التكهنات حول فشل المفاوضات هذه المرة أيضاً بسبب العراقيل التي تضعها المليشيات لإفشال المحاولات الأممية والدولية لوقف الحرب.
وعقد المبعوث الأممي الخميس لقاءً مع زعيم عبد الملك الحوثي لمناقشة التسهيلات المطلوبة لعقد مفاوضات السلام بداية الشهر المقبل.
واشترط الحوثي لعقد المفاوضات نقل جرحى الميليشيات للعلاج في الخارج مع ضمان عودتهم إلى صنعاء، وهو الشرط الذي يعد كاشفاً لنوايا مليشيا الحوثي في إنجاح المفاوضات من عدمه.
ويعمل مبعوث الأمم المتحدة على التحضير لعقد مفاوضات سلام مطلع ديسمبر في السويد، حيث أجرى لقاءات مكثفة مع قيادات ميليشيات الحوثي في صنعاء، وذلك في إطار التحضيرات الجارية لعقد جولة جديدة من مشاورات سلام بين الأطراف.
ويسعى غريفث للحصول على موافقة زعيم الميليشيات على الانسحاب من ميناء الحديدة، ووضعه تحت إشراف الأمم المتحدة وإتمام عملية تبادل للأسرى والمعتقلين، إلى جانب توحيد البنك المركزي.
وقال المبعوث الأممي إنه تلقى ضمانات بحضور الأطراف المتحاربة إلى المشاورات المقبلة في السويد، قائلاً "إنها ستبحث في اجراءات لبناء الثقة، وإطار عام يتضمن آليات سياسية وأمنية، مستندة إلى المرجعيات الثلاث بما فيها قرار مجلس الأمن رقم 2216".
وقال المتحدث باسم الميليشيات إن زعيم الحوثيين تطرق إلى مسألة نقل الجرحى وهي واحدة من ثلاثة شروط جاءت في اللحظات الأخيرة التي حالت دون حضور الانقلابيين مشاورات جنيف مطلع سبتمبر الماضي.
وترى أطراف عدة أن الحوثيين يرغبون عبر هذا الشرط في تحقيق مكاسب في حالة القبول أو الرفض؛ فحالة القبول تعني نقل عناصر إيرانية وأخرى تابعة لحزب الله إلى أماكن أخرى، وإن لم تتحقق فهي للتعجيز وعرقلة الجهود الدولية الرامية لحل الأزمة وتهديد مشاورات السويد، فضلاً عن وقف عمليات القتال وبالتالي لملمة الصفوف الحوثية وإعادة التمركز في الجبهات التي تخسرها بشكل مستمر.
وأوضحت مصادر أن الحوثيين وضعوا شرطاً بنقل 50 جريحاً و50 مرافقاً قبيل البدء في أي مشاورات يمنية.
وأكد الخبراء أن المليشيات لن تتوقف عن استحداث شروط تعجيزية، ومحاولة المراوغة والاستمرار في التعنت أمام السلام، في ظل ما تتعرض له الميليشيات من خسائر في الجبهات والذي يعتبر قاصماً للمشروع الحوثي.
وأضافوا أن قوات الجيش والألوية والتحالف تتقدم بكافة الجبهات خاصة إلى داخل مناطق مران، كما أن عمليات الحديدة تستهدف كثيراً من القيادات الحوثية التي تتحرك في المحافظة التي تعتبر بدورها مشروعاً لموارد ومكاسب هائلة للحوثيين، سواء من ناحية النفط أو تهريب الصواريخ المجزأة، أو إيصال المخدرات التي امتلأت بها السوق اليمنية .
ولفتوا إلى أن المبعوث الخاص يحاول كل يوم حل مشكلة وهم يأتون اليوم الآخر بمشكلة أخرى وطلب آخر، وكلها خطوات لن توصل إلى سلام.
تأتي التعجيزات الحوثية بالتزامن مع زيارة مرتقبة سيقوم بها المبعوث الأممي إلى الرياض نهاية الأسبوع للقاء الحكومة اليمنية وإطلاعها على نتائج ما توصل إليه مع الحوثيين.
وتوقع نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله أن تعقد المحادثات في الثالث من ديسمبر، مشيراً إلى أن بلاده تعمل على توفير الدعم اللوجيستي لهذه المباحثات بناء على طلب مسؤولي السويد.
وكشف المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث عن تفاصيل زيارته إلى مدينة الحديدة الجمعة، مشيراً إلى أن أنظار العالم تتجه صوب الحديدة من أجل الحفاظ على السلام في المدينة.
وأضاف: "لقد ذهبت إلى الحديدة مع أصدقائي وزملائي ليز غراندي المنسق الإنساني للأمم المتحدة، ومدير برنامج الغذاء العالمي إستيفن أندرسون، لنتعرف بشكل مباشر كيف يمكننا الإسهام في حماية الناس في الحديدة من التعرض لمزيدٍ من الدمار".
ورحب غريفيث بالنداءات الأخيرة التي تدعوا إلى وقف القتال، مبيناً أنها خطوة أساسية من أجل حماية أرواح المدنيين وبناء الثقة بين الأطراف، مضيفاً: "لقد التقيت الخميس مع قيادة أنصار الله في صنعاء، وتطرقنا ضمن مباحثاتنا إلى كيفية إسهام الأمم المتحدة في الحفاظ على السلام في الحديدة".
واستطرد: "نحن نعتقد أن مثل هذا الدور سيحافظ على خط الإمداد الإنساني الرئيسي الذي يبدأ من هنا ليخدم الشعب اليمني".
ويبقى التساؤل الأهم خلال الفترة الحالية مدى قدرة المبعوث الأممي في التوصل لحلول مع مليشيا الحوثي وإقناعهم بالدخول في مفاوضات بدلاً من المماطلة المستمرة في هذا الاتجاه.