محمد الهاجري: الحوار الراقي مسؤولية أخلاقية وقيمة إنسانية

السبت 11 أكتوبر 2025 19:24:00
محمد الهاجري: الحوار الراقي مسؤولية أخلاقية وقيمة إنسانية

‏‏أكد الكاتب السعودي محمد الهاجري اليوم السبت، أن الحوار الراقي ليس ترفاً اجتماعياً، بل مسؤولية أخلاقية وقيمة إنسانية تعكس رقيّ المتحدث ووعيه، مشيراً إلى أن الكلمة الطيبة تعد جوهر العلاقات الإنسانية المتوازنة وأساس بناء جسور التواصل بين الأفراد والمجتمعات.

‏وأوضح الهاجري في مقاله نشرتها صحيفة اليوم السعودية بعنوان: "كيف نتحدث مع الآخرين"، مفهوم التواصل الإنساني الراقي وأثر الكلمة في صياغة العلاقات وتعزيز الاحترام المتبادل بين الناس، مؤكداً أن “الحديث مع الآخرين ليس ترفاً اجتماعياً، بل مسؤولية أخلاقية وقيمة إنسانية نبيلة".

‏وأضاف الكاتب السعودي، أن التحولات الرقمية التي يشهدها العالم المعاصر غيّرت من أنماط التواصل الإنساني، إذ تراجع دور الصوت ولغة الجسد، وأصبحت الكلمة المكتوبة الوسيلة الأبرز والأكثر تأثيراً في العالم الافتراضي.

‏وأشار إلى أن هذا التحول يفرض علينا تجويد اختيار الكلمات وصياغتها بعناية، لأن الكلمة باتت تمثل شخصية الإنسان وتعبّر عن أخلاقه ووعيه ومستواه الثقافي أمام الآخرين.

‏وتابع أن فن الحديث الراقي يقوم على احترام المتحدث والمستمع معاً، وأن الحوار يجب أن يكون وسيلة لبناء الجسور لا لإشعال الخلافات، لافتاً إلى أن الحوار المتزن يعكس حضارة الشعوب ويعزز من روابطها الإنسانية والاجتماعية.

‏وبيّن الهاجري، أن الحديث الراقي يجسد نُبل المتحدث واحترامه للآخرين، ويُعدّ أحد مظاهر التحضر والوعي الاجتماعي، داعياً إلى الابتعاد عن الأسلوب المتعالي أو الساخر أثناء النقاشات، وتجنّب الكلمات الجارحة أو التصنيفات المسبقة، مشدداً على أن الحوار الإيجابي يفتح القلوب ويعزز الثقة ويقوي جسور التفاهم بين الناس.

‏كما أوضح الكاتب، أن اللباقة والاحترام والصدق هي مفاتيح التواصل الإنساني الحقيقي، وأن الحوار البناء يجب أن يُبنى على حسن النية والاستماع الجيد وتجنّب إصدار الأحكام المسبقة، قائلًا: "عندما نتحدث مع الآخرين، نحن لا ننقل فقط كلمات، بل نعكس مستوى وعينا وثقافتنا وأخلاقنا".

‏وتناول الهاجري في مقاله أهمية الذكاء العاطفي في فن الحديث، مؤكداً أن إدراك مشاعر الآخرين وفهم حالتهم النفسية يشكل جانباً أساسياً من نجاح أي عملية تواصل.

‏وأشار إلى أنه “ليس من اللائق أن نتحدث بفكاهة أمام شخص يعاني من ضيق أو حزن، فلكل مقام مقال ولكل حالة إنسانية أسلوبها الخاص".

‏وأضاف أن اختيار التوقيت المناسب واللغة الملائمة من صفات المتحدث الواعي، مؤكداً أن اللباقة لا تُقاس بطول الحديث، بل بمدى ما يتركه من أثر طيب في نفوس الناس، حتى في حالات الاختلاف في الرأي.

‏وبرسالة إنسانية عميقة، ختم الكاتب مقاله بدعوة إلى أن يكون الحديث مع الآخرين نابعاً من النية الطيبة والإحساس بالمسؤولية الإنسانية، مؤكداً أن الكلمة يمكن أن تبني أو تهدم، وأن اختيار الكلمة الطيبة سلوك حضاري يجسد القيم الإسلامية في حسن الخلق والتواصل الراقي.