الجنوب يحتشد مجددًا.. الشعب يؤكد الثبات على درب استعادة الدولة

الاثنين 13 أكتوبر 2025 19:28:00
الجنوب يحتشد مجددًا.. الشعب يؤكد الثبات على درب استعادة الدولة

مع حلول ذكرى ثورة 14 أكتوبر المجيدة، تتأهب محافظات الجنوب لاستقبال حشود جماهيرية واسعة، لتجديد العهد مع التاريخ، ولتأكيد الموقف الوطني الثابت في طريق استعادة الدولة الجنوبية المستقلة كاملة السيادة.

من الضالع إلى شبام حضرموت، مرورًا بكل مدن وميادين الجنوب، تتجسد لوحةٌ وطنيةٌ عابقة بروح الانتماء، تعبّر بصوت واحد عن إرادة لا تنكسر، وموقف لا يتبدل مهما تغيرت الظروف.

هذه الحشود التي تخرج في هذا الحدث ليست مجرد فعاليةٍ احتفالية، بل رسالةٌ سياسيةٌ واضحة، وموقف شعبي راسخ يؤكد أن قضية الجنوب لا تقبل المساومة، وأن خيار استعادة الدولة أصبح عنوانًا لإجماع شعبي لا يمكن تجاوزه.

فالملايين التي ملأت الميادين إنما تجدد العهد لثورة أكتوبر ولتضحيات من صنعوا فجر الحرية، في مشهدٍ يعيد للأذهان صور النضال الأول في جبال ردفان الشماء، حين امتزجت الإرادة الشعبية بالإصرار على كسر القيود، وانتزاع الكرامة والسيادة.

وما يمنح هذه الحشود دلالتها العميقة، أنها تأتي في مرحلةٍ تتكالب فيها التحديات، وتتعدد فيها محاولات النيل من وحدة الصف الجنوبي، .

لكن صوت الجماهير يعلو اليوم ليؤكد أن الجنوب، رغم الجراح والضغوط، ما زال ثابتاً على موقفه ومتمسكاً بخياره الوطني.

فالتحركات الشعبية في الضالع، وحضرموت، وسائر المحافظات، تعبّر عن وعيٍ جمعي، يدرك أن التراجع عن هدف استعادة الدولة يعني خيانة لتضحيات الأجيال، وتفريطًا في مكتسبات نضال طويل دفع فيه الجنوب أغلى ما يملك.

هذه اللحظة التاريخية التي يعيشها الجنوب اليوم، تشبه في عمقها ووهجها لحظة اندلاع ثورة أكتوبر، حين توحد الشعب خلف هدفٍ واحدٍ هو الحرية.

واليوم، يتوحد خلف هدفٍ آخر لا يقل قداسة هو استعادة الدولة كاملة السيادة، وهي رسالة يجب أن تُقرأ جيداً من قبل الداخل والخارج، مفادها أن الجنوبيين ماضون بثقة وثبات في طريقهم، وأن إرادتهم أقوى من كل العوائق السياسية والاقتصادية التي تُفرض عليهم.

الحشود في الضالع وشبام حضرموت، ستُعيد رسم المشهد الجنوبي بصورته الأصيلة وهو شعبٌ موحد، قضيةٌ عادلة، وهدفٌ واضح لا يقبل التأجيل، فالمشهد ليس مجرد جماهير تتظاهر، بل روح وطنٍ تتجدد، وإرادة حرة تكتب فصلها القادم على طريق النصر والسيادة والكرامة.