هل يقود لواء فاران إلى تصعيدات بين مصر وإسرائيل ؟ (تقرير خاص)

الأربعاء 28 نوفمبر 2018 21:47:00
هل يقود لواء "فاران" إلى تصعيدات بين مصر وإسرائيل ؟ (تقرير خاص)
في خطوة تصعيدية أثارت جدلاً واسعاً بين خبراء عسكريين في مصر، عقب إعلان الجيش الإسرائيلي عن تشكيل لواء عسكري جديد يحمل إسم "فاران"، على الحدود مع مصر بمدينة إيلات، خاصة بعد وقوع حادثة أول الإسبوع الجاري أثارت توتراً بين الجانبين.
وكشف مسؤولون عسكريون بجيش الاحتلال الإسرائيلي، أن هدف تشكيل اللواء "فاران"، هو الدفاع عن المناطق الجنوبية المعرضة للتوتر الأمنيّ، خاصة منطقة إيلات، مؤكداً أن اللواء سيضم جنودًا وعناصرَ من وحدات سابقة، خدمت في أكثر من منطقة من الجبهات الشمالية والجنوبية، علاوة عن تلقيهم تدريبات مكثفة لتأهيل الجنود المشاركين في هذا اللواء.

ويدور تساؤلاً حول ما إذا كان هذا التصعيد جاء عقب إطلاق شرطياً مصرياً النار على سيارة قائد كتيبة "الفهد" بالقرب من الحدود المصرية الإسرائيلية السبت الماضي، وفتح على إثره تحقيقاً مشتركاً من قبل الجيش المصري والجيش الإسرائيلي.

من جانبه قال الخبير في الشأن الإسرائيلي، صالح النعامي في تصريح لـ"المشهد العربي"، إن تشكيل هذا اللواء يحمل في طياته، قلقًا أمنيًا إسرائيليًا، من منطقة سيناء وإيلات، خاصة بعد حديث الإعلام عن استيلاء جماعات مسلحة من سيناء، على صواريخ وأسلحة كانت في طريقها إلى غزة، كما زعم الإعلام العبري”.

وأضاف” إسرائيل تعيش في هستيريا أمنية، فهي تعمل في كل الأوقات على تقوية حدودها المحاذية لقطاع غزة وللجنوب اللبناني وكافة الجبهات المتوترة أمنيًا، وتمارس مناورات شبه يومية لكافة ألوية الجيش، تحسبًا لأي تصعيد أو تسلل من هذه المناطق”.

من جانبه، قال اللواء جمال مظلوم الخبير العسكري، في تصريحه لـ"المشهد العربي"، إن إنشاء الجيش الإسرائيلي للواء "فاران"، يُعد في الإطار الطبيعي مع الأوضاع المشحونة في قطاع غزة، خاصة أن حماس تحاول ابتزاز الجانب الإسرائيلي خلال الوقت الراهن، وربما تكون خطوة احترازية بسبب تواجد بعض البؤر الإرهابية في شمال سيناء.

وأضاف اللواء جمال مظلوم، أن لكل دولة الحق في إعادة ترتيباتها العسكرية وفقاً لما ترى من متطلبات الوضع، طالما لم تشكل خطورة على الجانب الآخر.

وأكد أن الجيش المصري يحرس جبهته على كل الأحوال، ومن الطبيعي أن تراجع مصر خططها الدفاعية وترتيب صفوفها كل ما اقتدى الأمر، ملفتاً أن جميع الدول تطبق ذلك حسب رؤيتها العسكرية والوضع المحيط.

من جانبه وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن هدف اللواء الجديد هو الدّفاع عن مناطق في جنوب البلاد حتّى مدينة إيلات، وتأهيل قواته وتفعيلها، وفقًا للحاجة. وبأن إقامة اللواء هي جزء من عملية دمج كتائب حماية الحدود في مهام الأمن الروتينية، لتقديم الرد الناجع لهذه المهام.

وأضاف أدرعي أنه خلال الأسبوع الأخير انتهت عملية إقامة اللّواء الجديد، في إطارها تدرّب اللواء وكتائبه لمواجهة "التهديدات" في المنطقة.

وأشارت صحيفة "معاريف" العبرية، مساء اليوم، إلى أن مقر اللواء الإسرائيلي الجديد سينتقل من جبل ساغي بالنقب إلى منطقة كيتزيوت. ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري رفيع المستوى، قوله: "إن تغيير موقع مقر اللواء سيسمح بحماية أفضل لمنطقة نيتزانا، حيث يوجد المزيد من المستوطنات الإسرائيلية".

وعن واقعة إطلا النار من قبل شرطياً مصرياً، قال ضابط إسرائيلي كبير في ما تسمى بالقيادة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي: "نحن لا نستطيع ان نؤكد إن كان إطلاق النار تم عن قصد أو بسبب خطأ في التشخيص، هذا حادث خطير وغير مألوف في تلك المنطقة".

وأضاف أن الجيش المصري يعمل تحت ضغط كبير بسبب الحرب التي يشنها ضد تنظيم "داعش" في سيناء وجماعات تهريب المخدرات في نقاط حدودية مقابل إسرائيل، الجيش المصري يفقد كل أسبوع من 10- 15 جنديا في سيناء".

وتحدثت تقارير أجنية عن تعاون إسرائيلي مع مصر في محاربة تنيظم "داعش"، ولكن إسرائيل لا تتحدث عن طبيعة التعاون هذا، ولكنها تؤكد أن التعاون مهم لأمن مصر وإسرائيل والمنطقة بأسرها.