ذكرى نوفمبر تعيد تأكيد موقف الجنوبيين.. تمكين النخبة الحضرمية وطرد قوى الاحتلال

السبت 29 نوفمبر 2025 23:10:17
ذكرى نوفمبر تعيد تأكيد موقف الجنوبيين.. تمكين النخبة الحضرمية وطرد قوى الاحتلال

بينما يستعد الجنوب لإحياء الذكرى المجيدة لثلاثين نوفمبر، تتجه الأنظار مجددًا نحو حضرموت بوصفها مركزًا حساسًا للصراع على النفوذ وصناعة القرار.

فالمحافظة التي تمثل ثقلًا اقتصاديًا وجغرافيًا وسياسيًا، تواجه سلسلة من المحاولات الممنهجة لإطالة بقاء قوى يمنية وخارجية في وادي حضرموت، في محاولة من هذه القوى المشبوهة لاستمرار هيمنتها على المحافظة بعيدًا عن إرادة أبناء المحافظة وطموحاتهم المشروعة في إدارة أرضهم عبر مؤسسات جنوبية حقيقية.

إن ما يجري في وادي حضرموت لم يعد خافيًا على أحد، حيث توجد جهود واضحة تهدف إلى إبقاء الوضع الأمني هشًّا، ومنع أي خطوة جادة نحو تمكين القوات الجنوبية، وعلى رأسها قوات النخبة الحضرمية التي أثبتت في وقت سابق قدرتها على فرض الأمن، ومحاربة الإرهاب، وحماية المجتمع دون انتهاكات أو فساد.

لكن هذا النجاح لم يَرُق لقوى النفوذ التي ترى في وجود النخبة الحضرمية خطرًا مباشرًا على مصالحها الشبكية والسياسية، فعملت على إقصائها، وفتح المجال لقوات غير منسجمة مع المجتمع ولا تمثل تطلعاته.

ومع اقتراب احتفالات ذكرى الاستقلال، تتعالى الأصوات الشعبية مجددًا للتأكيد على أن تمكين قوات النخبة الحضرمية ليس مطلبًا أمنيًا وحسب، بل مطلب سيادي وطني يرتبط بمستقبل حضرموت ضمن الجنوب العربي.

فالمجتمع الحضرمي بات يدرك أن بقاء قوات الاحتلال اليمني في وادي وصحراء حضرموت ليس إلا أداة لإبقاء المحافظة تحت السيطرة، وإجهاض أي مشروع جنوبـي يسعى لبناء منظومة أمنية مستقرة وخالية من الولاءات المتعددة.

كما يشهد الساحل محاولات مشابهة لزرع الفوضى وإثارة القلاقل، بهدف خلق انطباع مصطنع بأن حضرموت عاجزة عن إدارة شؤونها أو حماية نفسها.

هذه الاستراتيجية ليست جديدة؛ فقد استخدمها خصوم الجنوب العربي مرارًا في مناطق أخرى لإرباك المشهد، وتمرير عناصر متطرفة، أو خلق شبكات نفوذ غير رسمية تعمل في الظل.

لكن المناسبة الوطنية المرتقبة تُعيد ترتيب المشهد. فذكرى 30 نوفمبر ليست مجرد احتفالية، بل منصة لتجديد المطالبة الشعبية بضرورة الإسراع في تمكين قوات النخبة الحضرمية وانتشارها في كل من الوادي والساحل، بوصفها القوة القادرة على استعادة الأمن وإغلاق منافذ الفوضى، وحماية مصالح المجتمع بعيدًا عن الأجندات الخارجية.

ومع تصاعد الوعي الشعبي في حضرموت، فإن أي محاولات لإطالة بقاء النفوذ اليمني أو زرع الفوضى تبدو محكومة بالفشل أمام إرادة أبناء المحافظة الذين قرروا أن وقت الحسم قد حان لاستعادة قرارهم الأمني والسياسي.