حضرموت في صميم الجنوب العربي.. وحدة الهوية والمصير المشترك

الأحد 28 ديسمبر 2025 22:13:47
حضرموت في صميم الجنوب العربي.. وحدة الهوية والمصير المشترك

في سياق التحولات المتسارعة التي يشهدها الجنوب العربي، تبرز حضرموت بوصفها ركيزة تاريخية وجغرافية وثقافية لا يمكن فصلها عن محيطها الجنوبي، ولا عزلها عن مسار الهوية الجامعة التي تشكّلت عبر عقود من النضال والتضحيات.

فحضرموت لم تكن يومًا كيانًا هامشيًا أو طارئًا في معادلة الجنوب، بل كانت ولا تزال عمقًا استراتيجيًا ومكوّنًا أصيلًا من مكوّنات الجنوب العربي، ارتبطت به في الوجدان والمصير والمشروع السياسي.

محاولات القفز على هذه الحقيقة أو إعادة إنتاج تصورات مجتزأة حول هوية حضرموت تتجاهل الواقع الشعبي والاجتماعي الذي يؤكد أن أبناء حضرموت كانوا في صدارة الحضور الجنوبي، سياسيًا ونضاليًا، وأسهموا بفاعلية في مختلف مراحل الدفاع عن الأرض والهوية.

وتجلّى هذا الارتباط العضوي في المواقف الشعبية الداعمة لمسار استعادة الدولة الجنوبية، وفي الالتفاف الواسع حول القوات المسلحة الجنوبية باعتبارها صمام أمان للاستقرار وحامية لمكتسبات الانتصارات المتحققة.

وفي هذا الإطار، شكّلت النجاحات الأمنية والعسكرية التي تحققت في حضرموت والمهرة محطة مفصلية في مسار تثبيت الأمن ومكافحة الإرهاب وتجفيف منابع الفوضى.

هذه الانتصارات لم تكن إنجازًا عسكريًا فحسب، بل مثلت ترجمة عملية لإرادة شعبية جنوبية راسخة، عبّرت عن تطلعها إلى واقع آمن ومستقر، تُصان فيه كرامة المواطن، وتُحمى فيه مقدرات الأرض من العبث والاستهداف.

وعكس الدعم الشعبي الواسع للقوات المسلحة الجنوبية في حضرموت والمهرة وعيًا متقدمًا بأهمية الحفاظ على هذه المكتسبات، وإدراكًا عميقًا بأن أي تفريط بها يفتح الباب أمام عودة الفوضى ويقوّض مسار الاستقرار الذي دفع الجنوبيون ثمنه غاليًا.

لذلك، فإن هذا الالتفاف الشعبي لا ينفصل عن قناعة راسخة بأن أمن حضرموت والمهرة هو جزء لا يتجزأ من أمن الجنوب العربي ككل.

حماية الانتصارات المتحققة في حضرموت والمهرة تمثل اليوم مسؤولية وطنية جنوبية جامعة، تتجاوز الحسابات الضيقة، وتؤكد أن مسار هوية الجنوب العربي مسار تراكمي لا يقبل التجزئة.

فحضرموت، بتاريخها وثقلها ومكانتها، ستبقى قلبًا نابضًا في جسد الجنوب، وجزءًا راسخًا من مشروعه الوطني، مهما تعددت محاولات التشويش أو الالتفاف على هذه الحقيقة الثابتة.